@r_m_alzayadi: #المؤمن بين الإقبال والإدبار ببعض اللحظات تشوف نفسك بقمّة الالتزام والتديُّن… تصلي، تأدي كل الفرائض بوقتها، تلتزم بالمستحبات، والقرآن ما يفارقك، وتحس الذنب شي تافه جدًا، كأنه بينك وبينه مسافة السماء والأرض. بس فجأة… تحس هاي المسافة جاي تصغُر. تبدي تقلل من المستحبات، وراها تتثاقل بالفرائض، وبعدها ترجع تسوي الذنوب اللي كنت تشوفها تافهة، واللي كانت المسافة بينك وبينها كبيرة هواي. فتسأل نفسك: شنو اللي صار؟ شنو اللي تغيّر؟ بالحقيقة الإنسان يمر بمرحلتين: الإقبال و الإدبار. الإقبال: هي الفترة اللي جنت بيها بقمة القرب من الله، إيمانك قوي، حماسك عالي، قلبك حي. الإقبال هو نفحة من نفحات الله، يُفتح بيها باب الهداية، فـ لازم نستغلها قبل ما تروح. مثل ما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «إن لله في أيام دهرِكم نفحات، ألا فتعرّضوا لها، فلعلّ أحدكم أن تصيبه نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدًا». (نهج البلاغة) الإدبار: هي الفترة اللي تبدي تبتعد بيها عن ذاك الإقبال شوي شوي. والجميل إن أهل البيت ما خلّونا نضيع حتى بهذه المرحلة، بل أعطونا فقه للتعامل ويا القلب بحال الإدبار. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «إن للقلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض». (نهج البلاغة) يعني لا تجهد قلبك بحالة الإدبار، لكن لا تتركه. حافظ على الفرائض، وخلّي المستحبات مؤجّلة لمن يرجع قلبك. بس ليش يصير عدنا إدبار؟ شنو السبب؟ أشرحلك بمثال: تخيل نفسك جاي تتسلق جبل عالي وخطر، بالبداية تكون حذر بكل خطوة، بس بعدين من تحس نفسك مسيطر ومرتاح، يصير عندك نوع من الاطمئنان الزايد، فتنسى إنك بعدك بطريق خطر، وإذا بيك تزل قدمك وتوكع، وتنكسر. نفس الشي بالإقبال… جنت بقمة الإيمان، بس ما استغليت هاي الفترة عدل، ما كنت واعي إنك لازم تبقى حذر، لأن الزلة ممكن تصير من شي بسيط جدًا – يمكن ذنب صغير أو حتى مكروه – بس هو اللي خلاك تبدي تهبط. وتبقى بعدين تنظر لنفسك وتتحسّر: "يا ريت أرجع مثل قبل…" لكن ترى هذا مو معناها تبقى واقف وتتحسر! بالعكس، لأنك ذقت طعم الطاعة، فإنت تندل الطريق اللي وقعت منه. تكدر ترجع، بس تحتاج ترتب وضعك، تعالج الأمراض الروحية اللي صارت بسبب السقوط. تشدّد على الفرائض، ترجع للمستحبات شوي شوي، تخلي القرآن محور يومك، وتبني داخلك معرفة حقيقية بخطر الذنب. وهنا راح يصير عندك إقبال جديد… بس هالمرة مو بس حرارة وحماس، لا… إقبال عن وعي. إقبال ما ينطفي بسهولة.) طبعًا هذا كله حچي نظري، والتطبيق العملي مو سهل. يحتاج شجاعة، مو للنفوس الجبانة. لأن لو الطريق سهل، جان كلنا وصلناه، بس هو صعب، ويحتاج تضحية، ويحتاج عِزّة. وأيضاً تذكّر وعد الله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ تَابُوا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَأَحْسَنُوا فَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
