أبعد من ساحة المعركة: استعدوا للحرب الفكرية
إلى القوات المسلحة السعودية والشعب السعودي الكريم: لم تعد النزاعات المعاصرة محصورة في الجغرافيا فحسب. اليوم تُوظّف السرديات ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتشويه السمعة وزعزعة الثقة قبل أي عمل عسكري. لذا عليكم أن تكونوا مستعدين أيضاً للمعركة الإعلامية والفكرية بنفس الجدية التي تُظهرونها في الاستعداد للمواجهات الميدانية.
أقول هذا الكلام لكم بصفتي باكستانيًا: على مدار العشرين إلى خمسة وعشرين عامًا الماضية واجهنا في باكستان ليس فقط الحروب التقليدية على الأرض، بل أيضًا موجات متواصلة من الحرب الإعلامية والنظرية. بناءً على هذه الخبرة المكتسبة بصعوبة، أؤكد أن الاستعداد للنزاعات المستقبلية يجب أن يشمل الاستعداد الإعلامي أيضاً. في الأزمان الحديثة، عندما تُشنّحرب جغرافية ضد بلد ما غالبًا ما تُواكبها حملاتٍ إعلامية – لأن الحرب الحقيقية لا تُقاس فقط بالقتال الميداني بل بمدى سيطرة السرد على عقول الناس.
الفرق هنا أنّالحرب الإعلامية تستهدف بالدرجة الأولى عقل وجِلد المجتمع؛ لذلك لا تكفي جهود الجيش وحدها. حين تُطلق حملة دعائية ضدكم، تصبح المواجهة مشتركة: الجيش يتولى القتال الميداني، والأمة مع مؤسساتها المدنية والعسكرية معًا يجب أن تُدافع عن الرواية الحقيقية، تحمي ثقة الناس وتُبقي على تماسك المجتمع. لهذا السبب أنصح بتجهيز قدرات اتصالية مؤسسية، ورفع وعي الجمهور، وتنسيق مدني–عسكري واضح يرد بسرعة ومصداقية على المعلومات المضللة.
نقاط عملية ومباشرة: راقبوا شبكات التواصل دفاعياً، استجبوا بسرعة وبمصداقية عند انتشار معلومات مضللة، وابدؤوا في إنشاء وحدات اتصال مدنية–عسكرية قادرة على التنسيق مع الإعلام والمجتمع. عَزِّزوا الشفافية حيث تسمح السرية العملياتية، درِّبوا المتحدثين والقادة على التعامل الإعلامي، وادعموا برامج رفع وعي الجمهور بمهارات التحقق من الأخبار. المجتمعات التي تثق بمؤسساتها هي أقوى درع ضد حملات التضليل.
الهدف ليس تحويل وسائل التواصل إلى سلاح يهدم مصداقيتكم، بل الاستخدام الذكي والدفاعي لبناء ثقة دائمة مع الناس. استعدوا أخلاقياً وقانونياً ومؤسسياً — فالنصر في ساحة الأفكار يقوده من يحظى بثقة الشعب.
تحيا باكستان، تحيا القوات الباكستانية
تحرير: Defender of Pakistan
2025-09-27 02:07:10
0
To see more videos from user @aadi_42, please go to the Tikwm
homepage.