إنسابت منا أجمل سنين العمر، كما تنساب قطرات الندى على أوراق الخريف، لنجد أنفسنا في نهاية المطاف نتأرجح بين ماضينا البعيد، و واقع نُحت بإزميل القدر، وفي زوايا قلوبنا، مازلت ذكريات لأحباب وأصحاب منهم من غادروا عن دنيانا
للأبد، ومنهم من حلقوا مهاجرين نحو آفاق جديدة وبعيدة في
هذي الدنيا، وهكذا نتنقل بين محطات العمر، ولا نعلم أن أقدارنا مكتوبة بحبر غير مرئي، والحياة تمضي كقطار لا يتوقف، يحمل في عرباته أحلاماً وآمالاً، بعضها تحقق وبعضها تبخر كسراب في صحراء الأيام.