@lllthvlll: حينَ ظنَنْتُكَ مَلاذًا، كنتُ أتهجّى اسمَك كأنّه دعاءٌ في صدري، ألوذُ بكَ كأنّكَ طُهرُ النّجاة من هذا العالَم الضّاجِّ بالخذلان. كنتَ لِي وطنًا دونَ حدود، مأمَنًا دونَ شرط، وقلبًا حسبتُهُ يسَعُني كما أنا، دونَ تنازلٍ أو جُهدِ إثبات. لكنّك لم تَكنْ ذاك الأمان، بل كنتَ الطّعنة التي أوجَعَتني وأنا أُمسكُ بكَ بكلِّ ما فيّ من وَهن. لم تكن خيبتُك مجرّد تصرُّفٍ عابرٍ يُؤلِمُني قليلاً ثمّ يعبُر، بل كانت زلزالًا داخليًّا هَزّني من الجُذور، أعادَ تعريفَ الاحتواء في ذاكرتي، وجعلَني أعيدُ كتابةَ معنى الأمان من جديد. أُحبُّكَ؟ نَعم، كنتُ أُحبُّك لدرجةٍ شعرتُ أنّ قلبي لا يعرف كيف ينبضُ دونَك، لدرجةٍ أنني كلّما تحدّثتُ عنك، كنتُ أبتسمُ وكأنّي أرتوي. لكنّني أدركتُ بعد فواتٍ موجِع أنّ الحبّ وحدهُ لا يصنعُ دفئًا، ولا يكفي لأن نحتمي بهِ من العاصفة. ما كَانَ يُؤلِمُني ليس أنَّك رَحلْت، بل كيفَ رَحلْتَ وأنتَ تَعْلَمُ أنني هَربتُ إليكَ من كُلِّ شيء. كيفَ استطعتَ أن تَمنحَني يدَك لتطمئنني، ثمَّ تسحبَها حينَ أردتُ أن أستند؟! الخذلان ، ليس دائمًا في الفعل، بل في التناقضِ ما بينَ ما يُقال وما يُفعل. في الصّمتِ الذي يتربّصُ خلفَ كلماتٍ مطمئنة، وفي النّظرات التي توحي بالودّ، لكنّها لا ترى. هَرَبتُ إليكَ حافيةً من الحُزن، فاستقبلتَني بأرضٍ صَلبة، لا تُشبهُك، ولا تُشبهُني. كُنتَ لي مِثلَ البابِ المُغلق، أقفُ أمامهُ طويلاً، أطرقُه بحنين، فلا يُفتح، ولا حتى يُجيب. وحينَ بُحتُ لكَ بي، صمَتَّ، فَأدركتُ أنَّ الحائطَ الذي اعتمدتُ عليه، لم يكُن حائطًا، بل وَهْمًا من صُنعِ خيالي. تعلمتُ أنَّ الأمان الحقيقي، لا ينبعُ من صوتِ أحد، ولا من وعودٍ تُقال عندَ اللّيل، بل من تلك المساحة العميقة في داخلي، التي إن ضمّتني، شعرتُ أنني كُلّ ما أحتاج. اليوم، لا أبحثُ عن حُضنٍ ألوذُ به، ولا قلبٍ يُشبهُ قلبي. تعلّمتُ أن أحتضنَ ذاتي، أن أُصغي لقلبي حينَ يرتجف، وأُطمئنَهُ بصوتي. لم أعُد أؤمنُ بالحبِّ الذي يجعلُنا ننسى أنفسنا، بل بذلك الذي يُذكّرُنا أننا نستحق.فَيا مَن كُنتَ مرّةً كلّ شيء، شكرًا لأنكَ تركتَ فراغًا علّمني كيفَ أمتلئُ بنفسي #m #thv #كتاباتي #4u #emie #writing #كتابات_بالفصحى
