الحديث عن الشيعة لا يمكن أن يظل في دائرة المجاملة الفكرية أو التسامح المجرد، حين تمسّ العقيدة أصولها. فليس الخلاف مع الشيعة مجرد خلاف فقهي أو سياسي، بل هو خلاف جوهري في صلب التوحيد، والنبوة، والقرآن، وأركان الإسلام نفسها تمام؟ . أهل السنة حين يخالفون الشيعة لا يفعلون ذلك عصبية، بل دفاعًا عن نقاء الدين كما أنزله الله. فالتشيع ـ كما تطور تاريخيًا ـ لم يعد فقط تفضيلاً لعليٍّ وآل البيت، بل تحوَّل إلى منظومة عقدية كاملة تقوم على عصمة الأئمة: حيث يُعتقد أن الأئمة الاثني عشر معصومون من الخطأ، بل ويُقدَّم علمهم على علم النبي في بعض رواياتهم. فهل يصح ذلك؟ يقول الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ" [الكهف: 110]، فكيف يُعصم بشر بعد النبي؟ وكيف يُجعل كلامه دليلاً شرعيًا فوق القرآن والسنّة؟ الطعن في الصحابة: وعلى رأسهم أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، الذين شهد لهم النبي بالجنة، وأوصى بالأخذ عنهم. فهل كان النبي غافلًا عن خيانتهم – كما يزعمون – أم أن التشيع يطعن ضمنًا في حكمة الرسول؟! تحريف القرآن: بعض كتب الشيعة القديمة تنقل روايات تقول بتحريف القرآن، وأن هناك آيات حُذفت تتعلق بولاية علي. أفلا يكون هذا قدحًا في وعد الله بحفظ كتابه؟ "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" [الحجر: 9]. المهدوية والغلو: حيث يُنتظر إمام غائب منذ أكثر من ألف عام، يُعتقد أنه حاضر يراقب العالم، ويُدعى من دون الله أحيانًا، ويُطلب منه الفرج. أليس هذا شركًا في الدعاء؟ ألم يقل الله: "ولا تدعُ من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك" [يونس: 106]؟ إن العقيدة الشيعية – في كثير من صورها – هي انحراف تدريجي عن صفاء التوحيد، وخلط بين المحبة والغلو، وبين الولاء الديني والتعصب الطائفي. وقد تكون البداية حبًّا لعليّ، ولكن النهاية دينٌ جديد. ولذلك، فإن أهل السنّة حين يرفضون التشيع، فهم لا يرفضون الأشخاص، بل يرفضون الاعتقاد. لأن العقيدة دين، والدين لا يقبل التلاعب. "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه" [آل عمران: 85]. والإسلام ليس ما قاله فلان أو علان، بل ما أنزله الله على قلب محمد صل الله عليه وسلم ، لا على صدور الأئمه - @hidenrealms