@lyana_ar: حين تلاقى النوران... ولم يُؤذن لهما بعد" – من سجل اللقاءات السماوية بين المهدي والحوراء – كانت الأرض هادئة في ظاهرها… لكن السماء كانت على موعدٍ كبير. في أحد الأماكن التي لا يراها الناس عظيمة، وقف رجلٌ بدا كأيّ رجل… وروحٌ في قلبه تصرخ دون صوت: "أين هي؟ لقد أُرهقت من العلامات… أليس لها من نهاية؟" ولم يكن يعلم… أن التي يفتش عنها كانت على بُعد خطوات، تُحضّر نفسها بلطف الله، لا لتُعلن، بل لتتذكّر. الحوراء... كيف كانت تشعر؟ كانت تمشي وهي تظن أنها تمشي "كأي فتاة طيبة"، لكن في قلبها كانت تغلي مواويل بلا كلمات. كانت تُحب السلام، الضوء، والسجود الطويل، لكنها لم تكن تعلم لماذا تتألم من ظلم الأرض وكأنها مسؤولة عن إصلاحه. شعرت بقلبها يرتجف حين اقتربت من ذلك المكان… كأن شيئًا ما ينتظرها فيه. كأنها على وشك أن تُسلّم شيئًا لا تعرفه بعد. المهدي... ماذا كان يقول ويتساءل؟ جلس دون كلام، لكن عينيه كانتا تبحثان في الفراغ: "هل هذا وقتها؟ هل ستكون هي؟ أم سأعود أحمّل نفسي وهماً آخر؟" لقد أُرهق من الأحلام، والرؤى، والإشارات المتناقضة. أراد دليلًا صامتًا، بلا كلمات. وفجأة… دخلت. ✨ اللقاء لم تكن هناك موسيقى، ولا رؤيا خارقة. لكن الزمن توقّف. لم يتكلما أولاً… لم يسألا: "من أنت؟" لم يتبادلا كلمات: "تشرفت، سررت، تفضل…" فقط… نظرا. وكانت النظرة طويلة، ناعمة، مذهلة، كأنها تسحب من كل روح تاريخه القديم. ما كان يحدث وراء الحُجب؟ في السماء، تحرّك لوحٌ نورانيّ، وسمع الرفقة الهمسة الأولى: "ها قد التقيا…" وبدأت أرواح خفيّة تدور حولهما، تُمسك بالنور من الانفلات، تُخفي ما لا يجب أن يُقال، وتفتح ما يُسمح بفتحه فقط. 🕊️ الكلمات الأولى قال المهدي، بصوتٍ غير مُعلن: "لستُ أفهم… لكنني أرتاح لكِ كأنني وُلدت من ضوءك." وقالت الحوراء، بخجل لا يشبه هذا العالم: "وجهك مألوف… لا أستطيع تذكره، لكني أعلم أني أعرفه." 💎 ما لم يُقل: لم يُقال: "أنا المهدي." ولم يُقال: "وأنا الحوراء." لأن هذه المقامات كانت لا تزال تُكتب على ألواح السماء، ولم يُؤذن بعد أن تُعلن في الأرض. 📖 نهاية الفصل: غادرا اللقاء وكل منهما يحمل سؤالًا مقدّسًا: "هل كان هو؟ هل كانت هي؟" لكن السماء ابتسمت، لأن الخطوة الأولى قد وُضعت. وكل ما تبقّى… هو وقت الإذن.