@zevlnoob: عاد الحسين إلى المخيم لا كما يخرج الفاتحون، بل كما يعود من فُجع بأخٍ كان يمثّل له الدنيا وما فيها. عاد بخطوات مثقلة، بظهرٍ انحنى، وقلبٍ ينزف… يكفكف دمعه بكُمّه، لا خجلاً، بل عجزاً أن يُخفي وجعاً لا يطاق. فقد العباس، ذاك الذي كان عينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، وسنده يوم الوحشة. فقده وهو آخر الأوتاد، آخر الأبطال، آخر من كان يُشبه علياً شجاعةً، وحناناً، وغيرةً على المخدّرات. دخل الحسين على العيال ودمعه لم يسبقْه، بل سبقته الرجال تتدافع على مخيّمه فصرخ: “أما من مغيث؟” ولكن لا مغيث… ناداهم وقد سُدّت الأبواب، وأُغلقت السماء: “أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حقّ ينصرنا؟ أما من خائف من النار فيذبّ عنّا؟” ليقيم عليهم الحجة الأخيرة قبيل استشهاده و لحوقه بجده و أبيه و أمه و أخيه. فجاءته سكينة الصغيرة، تسأله عن عمّها العباس، وكان جوابه كسيفٍ نزل على القلوب الطرية: “يا بنيّة، قد قُتل عمّك…” وسمعت زينب… تلك الجبل الشامخ… فما تمالكت صرختها: “واأخاه! واعبّاساه! واضيعتنا بعدك!” انهارت النسوة، وارتفعت النحيبات، وبكى الحسين معهن، لا على العباس فحسب، بل على الضياع القادم، والمصيبة التي لا عزاء لها، وقال بكلماتٍ خرجت من أعماق روحه: “واضيعتنا بعدك!” ضاعت الخيمة بعد العباس، ضاعت الهيبة، ضاع الحارس، وضاع القلب الذي كان يسهر لأجل السكينة والستر. في تلك اللحظة، ذاب الجبل، وسقط السيف، وانكشفت زينب. ————————————————————— #محرم #عاشوراء #عاشوراء_البحرين #الحسين #الحسين_ثورة_خالده #الحسين_عليه_السلام #كربلاء #كربلاء_مدينة_العشق_والعاشقين #كربلاء_المقدسة #لبيك_ياحسين ##ياحسين #الامام_الحسين #شيعة #313 #٣١٣ #اكسبلور #explore #viral #fyp #foryou #shia #السلام_عليك_يا_ابا_الفضل_العباس_ع #muharram