أن المعقولات الكلية التي بها تنتظم سائر ضروب المعرفة التصورية والتصديقية مؤسسة بالضرورة على ثلاثة أصول عقلية لا يُتصور التجاوز عنها وهي: قانون الهوية، قانون امتناع التناقض، وقاعدة نفي التوسط بين النقيضين المعروفة بقانون الثالث المرفوع. فهذه الثلاثة ليست مجرد قيود ذهنية بل هي شروط قبلية لكل تصور معقول وهي بمنزلة النواة التي يستحيل للعقل أن يجاوزها دون أن يقع في التناقض الذاتي أو التلاشي المفهومي. وإذ نتناول شخصية كـ "سايتاما" ضمن نظام سردي خيالي فلا يصح أن نسقط عليه أحكاما عقلية إلا إذا ثبت انضباطه بهذه القوانين الثلاثة لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره والتصور موقوف على التعيين والتعيين ممتنع مع غياب الهوية وانخرام الاتساق. لكن الملاحظ في هذا الكيان السردي حسب ما ورد في الوقائع النصية أنه يأتي بأفعال تتقاطع مع الحدود المنطقية تقاطع الإلغاء لا التجاوز من قبيل التأثير في المعدوم وخلق التصدعات في أبعاد مجردة غير قابلة للتكميم والخروج من روابط العلة المعهودة مع كسر لبنية التصعيد القوي دون تفسير علّي داخلي منضبط. وذلك على التحقيق يقدح في مبدأ الهوية لأن الكيان الذي لا يتعين وصفا ولا يحاط حدا لا يقال فيه "هو" إلا مجازا ويفسد مبدأ امتناع التناقض لأن الفعل ينسب إليه من جهة وينقضه من أخرى وينقض الثالث المرفوع لأن موضعه خارج عن دائرة التخيير العقلاني (بين الإثبات والنفي) بل هو حالة انفصال عن ثنائية الحكم. ومن ثم فإن إدراجه ضمن منظومات التقييم أو إدخاله في سلم المفاضلة القوية ضرب من الخلط المنهجي ومجاوزة لماهية التقويم نفسه لأن المقارنة لا تكون إلا بين كينونات تشترك في قاعدة إدراكية واحدة فإذا تباينت في أصل التحديد بطلت المقارنة بانعدام المشترك. وإذا قلت: "لكنك تصفه وتحكم عليه وتحلله" قلتُ: ليس ذلك من توصيف الذات بل من رصد المفعول في سياق الظهور السردي والإشارة إلى موقعه في نسق الرمزية لا في مرتبة الحقيقة الذاتية لأن ما نطلقه عليه من أوصاف إنما هو من باب التمثل الذهني لا الإدراك التام والتمثل لا يلزم الحقيقة بل يلزم العقل المتصور. فكل توصيف له لا يعدو كونه إسقاطا عقلانيا مشروطا بإمكان الإدراك لا بيانا لحقيقته الذاتية بل هو انعكاس لعجز الأداة العقلية عن الإحاطة بكيان لا يخضع لها أصلا. وبناءً على ما تقدم لا يقال في شأن سايتاما إنه "أعلى" أو "أقوى" أو "أضعف" أو "دون" لأن هذه الأحكام فرع على تصور منضبط لقابلية المفاضلة وهو مما لا يتحقق هنا. بل هو بحسب مقتضى النظر العقلي كيان منقطع عن أنساق المقارنة ومناهج التقدير ليس لتفوقه بل لفقدانه شرط الدخول فيها إذ لا يقاس ما لا يحد ولا يقارن ما لا يثبت ولا يصنف ما لا يدخل تحت قانون. فالحكم القطعي هو الآتي: سايتاما كيان لا يناقش ولا يقاس ولا يدرج بل يستثنى من أصل المبدأ ويقصى عن كل نسق تصنيفي ويعد ظهوره في النص تمثيلا لغياب المنطق لا امتدادا له. ومن ظن خلاف ذلك فقد جوز الجمع بين المتناقضات وألغى معايير التقييم وأفسد بنية العقل من حيث لا يشعر. - - - - #saitama #anime #logic #fyp #كاستوس - @_8ahu