@ghorabialadbi: في عمر السابعة عشرة، جلستُ ذات مساءٍ على رصيف بيتنا، أراقب ضوء مصابيح الشارع، وأستمع لضحك صديقي الذي كان يجلس بجانبي، نحمل معنا شطائر من أقرب بقالة، ونضحك من أشياء لا يضحك لها أحد. كنا نظن أن العالم بسيط، وأن كل ما نحتاجه هو بعضنا، وأن صداقتنا ستبقى، حتى حين نشيخ ونفقد أسناننا ونضحك بلا صوت. كنا نحلم، كما يحلم المراهقون.. بلا سقف، بلا شك، بلا نهاية. كنا نرسم خططًا مشتركة، نعد بعضنا أن ندرس سويًا، أن نبدأ مشروعًا معًا، أن نكون في زفاف كلٍّ منّا، بل أن نكون آباءً متجاورين في ساحة لعب أطفالنا. لم تكن العلاقة علاقة صديق بصديق، بل كانت وطنًا صغيرًا نحتمي فيه من فوضى الحياة. ثم مرّت السنوات. التخصصات فرّقتنا، المدن تغيّرت، والأهم.. نحن تغيّرنا. لم نعد نحكي كما كنا، وصار الاتصال مؤجلًا، واللقاء مرتبًا جدًا، خاليًا من العفوية، مليئًا بالأسئلة الرسمية من نوع.. كيف شغلك؟ كيف الأهل؟ كيف حالك؟، وكأننا نحاول نفض الغبار عن علاقة أصبحت قطعة أثرية.. موجودة، لكنها لا تُستعمل. في لقائنا الأخير، جلس أمامي في مقهى جديد، مختلف تمامًا عن المخبز الشعبي الذي كنا نقضي فيه العصر.. يرتدي ساعة ثمينة، يتحدث بلغة مهنية، يبتسم بأدب، وحين ضحك، أحسست أنها ضحكة لا تخصني. سألته عن شغفه القديم بالتصوير، فقال إنه لم يعد يملك وقتًا.. سألته عن روايته التي بدأها قبل سنوات. قال ضاحكًا : يا رجل، ذاك أنا القديم. وفي داخلي، شيءٌ انكسر. عدت للبيت ليلتها، بحثت في هاتفي عن محادثاتنا القديمة، مقاطعنا العفوية، حتى الرسائل الغبية التي كنا نرسلها وقت الاختبارات.. كنت أبتسم، ثم فجأة وجدت نفسي أقول بصوت مسموع.. انتهى. نعم، انتهى. ليس لأن العلاقة انتهت.. بل لأني لم أكن أعرف كيف ومتى، كل ما في الأمر أنني استيقظت لأجدها قد غادرت.. غادرت بهدوء، بدون وداع، بدون خلاف، بدون مشهد درامي يليق بما كنّا عليه. تلك اللحظة علّمتني شيئًا لن أنساه ما حييت، بأن العلاقات تموت كما يموت الحلم.. فجأة، ودون ضجيج. وأننا نظن أحيانًا أن العلاقات القوية لا تُكسر، بينما الحقيقة أنها أكثرها هشاشة، لأننا نضع عليها وزن الأبدية، دون أن نعترف أن الزمن نفسه لا يملك الأبدية. منذ ذلك اليوم، وأنا أتعلّم كيف أحب الناس وأنا مستعد لوداعهم.. كيف أستمتع بالحضور دون أن أربطه بوعدٍ مستقبلي.. وكيف أكون ممتنًا، جدًا، لكل لحظة دافئة، دون أن أطالبها بأن تبقى إلى الأبد. بعض العلاقات لا تُنسى، لكنها أيضًا لا تُستعاد. وبعض الأشخاص لا يعودون، حتى لو عادوا بأجسادهم، لأن الأرواح التي كانت تربطنا بهم تغيّرت.. وربما، هذا هو أكثر ما في النضج وجعًا، أن تتعلم كيف تضع الذكرى في مكانها، دون أن تحاول بعناد أن تعيشها مجددًا. كن كريمًا في وداعك، كما كنت كريمًا في محبتك. ولا تطلب من الحياة أن تعيد ما لم يُكتب له الاستمرار. يكفي أنه كان حيًا يومًا، أنك عشته بكلك، وأنه شكّلك بطريقةٍ ما، ثم رحل.. كما ترحل كل الأشياء الجميلة.
باختصار let it happen دعه يحدث ولا تقاوم التغيرات تجانس معها كما يتجانس السكر بالشاي
2025-07-08 10:32:12
64
Mohammed Ahmed :
وصف المشاعر قوي جداً ورغم قساوة الكلام ألا انه حقيقي جداً
2025-07-07 09:56:38
222
not yet doc :
مشكلة الانسان الازليه عدم اقتناعه انها ذكرى ، بالأصل شي ماضي ومحتوم عليه الذهاب وكل هذا ينبع من الحنين وعدم تقدير الشخص للذكرى بلحظتها ولمّا تفوت يستوعب انها أفضل شي ، لذلك حرصت اعيش كل ذكرى بكل عمق ولما تصبح ماضي ارتاح نوعًا ما اني عطيتها حقها فالعيش
2025-07-07 09:04:29
74
mou1a :
احب طريقة حديثه و وصفه للمشاعر كأنه يخاطب شيئ اعمق بداخلنا مو عقلنا كلامه يوصل لشيئ فروح
2025-07-31 14:20:00
1
? :
"بعض العلاقات لا تنسى ولكنها أيضا لا تستعاد" أبدعت
2025-07-08 18:12:42
55
Mango :
"يكفي انه كان حياً يوماً"
2025-07-07 22:21:44
42
Nuw :
ماشاء الله دايم تبهرني كتاباتك والمواضيع ،فعلاً الذكرى هي في مكانها افضل من محاولة عيشها مره اخرى ✨
2025-07-06 23:43:02
35
nader_als :
التعبير قمة
2025-07-27 11:43:31
1
Just me :
كيف اجل بدخل علاقات جديده وبعيش مزبوط فيها اذا حطيت بمخي انها مو من الديمومه
2025-08-02 02:07:00
0
أبو خوان :
مجرد. ما اطلع من شعور المقطع. اغرق في مشاكل الحياه. تلقائيا. ياليت شعور المقطع يكون في عقلي ابدي. راحه نفسيه وهدوء فالخاطر لايوصف. 💯.
2025-07-07 13:25:52
9
r :
طريقتك في الكتابة جميلة، استمر
2025-07-07 20:12:37
12
S :
جدًا معبر، بكيت
2025-07-25 16:00:17
3
nini :
نكبر ونتغير حتى قناعاتك الي ف يوم كنت متمسك فيها وقلت مستحيلل تتخلى عنها.. بتتغير وبتغيرها بقناعه منك.. كل شيء بذا العالم يحتمل التغيير، ف لذلك انا لا اراهن على شيء هش مثل العلاقات او البشر، ممكن تبقون اصحاب لكن كل واحد بتفكير و وعي ونضج مختلف ف معد هو موجود الشيء الي كان يجمعكم..هنا تستوعب قد ايش "التغير" شيء مهول وله وطأته، يخوف؟ اي، لكنه شيء جميل.
2025-07-08 06:34:05
6
Summer🍒 :
الدنيا محطات وكل محطه فيها ناس وعلاقات وطبيعي تتغير بعضها مع الوقت مو تقصير بس تكون ادت دورها وتنتهي بهدوء ولان كل شخص رح ينضج بطريقه مختلفه وهذا ما يلغي قيمه اللحظات اللي عشناها
2025-07-07 23:16:27
9
قمر :
العلاقات تموت كما يموت الحلم. منذ ذلك اليوم، وأنا أتعلم كيف أحب الناس وأنا مستعد لوداعهم..
2025-07-08 02:56:06
4
s.a.l.m.a.n96 :
أنا واحد عمري ١٧ كلامك الثاني اثر فيني و أشكرك على هالدرس الي فهمني انه العلاقات الحلوة و الجميلة يمكن ما تدوم . شكراً
2025-07-29 01:09:12
1
Yo! :
فعلاً الأشياء الجميلة لا تبقى
2025-07-06 11:35:03
6
Cinnamon girl :
ماشاءالله كتاباتك اذهلتني ! عمق الشعور والوصف..
2025-07-07 09:39:45
6
HDL :
وصف جميل جميل جميل جدًا ويصف كثير مشاعر ما انقالت…
2025-07-07 20:18:58
4
𝐌𝐞𝐦𝐨🌻𖣂⋆˙𓂃 :
نفسي اقدر اتقبل الحقيقة دي لكن انا شخص بيعيش على الذكريات
2025-07-07 23:23:04
4
Mohammed1m 👷📐 :
صحيح عش كل تفاصيل حياتك في لحظتها فبعد زمن ستكون من الماضي...
2025-07-07 02:16:36
9
عبدالرحمن🇪🇬 :
كل العلاقات تموت الا علاقه الابن و امه
2025-07-17 23:07:43
1
sarah :
الشيء الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير المستمر - هرقليطس
2025-07-08 10:58:24
5
black :
كلام اكتر من رائع 🖤🖤
2025-07-08 00:25:49
3
شوق :
-دون أن نعترف أن الزمن نفسه لا يملك الأبدية- ❤️🩹
2025-07-09 18:04:59
2
To see more videos from user @ghorabialadbi, please go to the Tikwm
homepage.