في عام 2009، كنت أعيش مع عائلة كبيرة، مكوّنة من أربعة إخوة، وزوجاتهم، وأطفالهم، جميعهم في بيتٍ واحد. كل فردٍ منهم كان قد اشترى قطعة أرض، لكن ظروف البناء كانت في غاية الصعوبة. وفي أحد أيام شهر صفر، وفي ذكرى استشهاد السيّدة رقيّة عليها السلام، كنت أقيم مجلساً حسينياً في منزلي، وحضرت إحدى الملايات (الخطيبات الحسينيات) لتقرأ المجلس. حدث بيني وبينها حديث، قصصتُ عليها ما كنت أمرّ به من شدة وعسر في بناء البيت، فطلبت مني شيئاً عجيباً، قالت لي: "اليوم هو يوم استشهاد السيّدة رقيّة عليها السلام، ضعي صينية وضعي فيها أربع شمعات، بعدد سنوات عمر مولاتي رقيّة، وتوسّلي بها." وبالفعل، لم يكن لديّ شيء أضعه في الصينية سوى الشمعات الأربع. كنت حينها أمًّا لأطفال صغار جداً. وضعت الصينية أمامي، وأشعلت الشموع الأربع، وبدأت أتوسّل بمولاتي رقيّة عليها السلام من أعماق قلبي، وصلتُ ركعتين بنية قضاء الحاجة. وكان أطفالي، رغم صغر سنّهم، يصلّون بجانبي، يراقبونني، وقلوبهم تذوب معي، ومن شدة بكائي، بدأوا هم أيضاً بالبكاء. كان ذلك اليوم هو الرابع من صفر. لم تمرّ سوى فترة وجيزة حتى جاءت ما يسمّى بـ"فرحة الزهراء"، وإذا بخبر يُعلن: "ستُمنح لكم الأرض!" تلك الأرض التي انتظرناها أكثر من خمس سنوات، والتي كانت الدولة قد رفضت مرارًا إعطاءها لنا، أصبحت لنا فجأة، دون سابق إنذار، بعد دعائي وتوسّلي بالسيّدة رقيّة عليها السلام. بعنا الأرض، وبثمنها بنينا بيتنا، ثم اشترينا قطعة أرض ثانية. وقبل حلول شهر محرّم، أنهينا بناء البيت، وانتقلنا إليه، واستقرّينا فيه خلال أربعة أو خمسة أشهر فقط – بسرعة لم أكن أتصوّرها. وعندما عاد شهر صفر، أوفيت بالنذر الذي قطعته مع مولاتي رقيّة، وأقمتُ سفرتها في يوم وفاتها، كما وعدتُها. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت السفرة تقليداً سنوياً مقدّسًا في بيتنا. كانت البداية بصينية فيها أربع شمعات، لكن هذه الصينية أصبحت ببركة السيّدة رقيّة سفرة عامرة، أوزّع فيها للأطفال قراصات وأطعمة مختلفة، بنيّة الثواب لمولاتي، وكل سنة، وفي نفس اليوم من شهر صفر، أُقيم السفرة وأجمع البنات الصغيرات، والكبيرات أيضًا يأتين ويطلبن البركة من مولاتي رقيّة. وصل صدى هذه السفرة إلى محافظات أخرى، وأصبح بعض الناس يوصونني أن أرسل لهم شيئًا من سفرة مولاتي. كل من نال شيئاً من هذه السفرة، نال حاجته في الحال: من لم يكن له ذرية، رزقه الله؛ ومن أراد الشفاء، شُفي؛ ومن طلب النجاح، وُفّق؛ ومن كانت له حاجة، قضيت حاجته ببركتها. وصرتُ كل سنة أدعو ملاية لتحكي قصة السيّدة رقيّة عليها السلام للأطفال، حتى يعرفوا كراماتها، ويشعروا بقربها، ويغرس حبّها في قلوبهم منذ الصغر. وقد أوصيتُ عائلتي أن يبقوا على هذه السفرة بعد وفاتي، وأن يستمروا في إقامتها كل عام، وفاءً لمولاتي رقيّة عليها السلام، صاحبة الفضل والكرامة، التي لم تتركني يومًا، بل أعطتني فوق ما أرجو. وأشهد الله، ورسوله، وأهل بيته الأطهار، أنّ كل حرفٍ من هذه القصة حق، ولا أرجو منها إلا أن يعرف الناس كرامات مولاتي رقيّة عليها السلام، وأن تُقضى حاجات كلّ محتاج، كما قضت لي حاجتي مرارًا. #الاستغاثة_بالسيده_رقيه_عليها_السلام #التوسل_بالسيده_رقيه_عليها_السلام #قضاء_الحوائج_ببركة_السيدة_رقية_عليها_السلام #نخوة_السيدة_رقيه_عليها_السلام #كرامات_السيدة_رقيه_عليها_السلام #سفرة_السيدة_رقية_عليها_السلام #ختمه_السيدة_رقية_لقضاء_الحوائج - @mahdi17718