@_bbqiv: الباب الحادي عشر : لأنّ العالم محدَثٌ ؛ لأنّه جسم، وكلّ جسم لا ينفكّ عن الحوادث : المتناهية : أعني الحركة والسكون : ضرورةً أنّه يفتقرُ إلى حيّزٍ يحلّ فيه، فهو إمّا لابثٌ فيه أكثر من أن واحد، فيكون ساكنًا، أو منتقلًا إلى غيره فيكون متحرّكًا. وهما حادثان لا ستدعاؤهما المسبوقيّة بالغير : أمّا الحركة فلا تحصل إلاّ بعد حصول مكان آخر تنتقل إليه، فهو سابقٌ عليها، وهي مسبوقةٌ به، وأمّا السكون فلا يحصل إلّا بعد حصول زمان أوّل، ولا معنى للحادث إلّا كونه مسبوقًا بغيره، وإذا ثبت أنّهما حادثان، ولا ينفكّ الجسم عنهما، ثبت أنّ الجسم حادث لأنّ كلّ : ما لا ينفكّ عن الحوادث فهو حادث بالضرورة : وإلّا لاجتمع حادث وغير حادث في شيءٍ واحد، واجتماع النقيضين محال، وهذا في الجسم. وأمّا في العرض : فلأنّه لا يحلّ إلّا في الجسم، أو بعرضٍ قائمٍ في الجسم، والجسم حادث فما يحلّ فيه أو فيما حلّ فيه.