@669s_: أعلم أن رحيلي لم يُحدث في عالمك فرقًا، ولم يهزّ فيك شيئًا يُذكَر، وأدرك تمامًا أنك لم تبادلني ذات الحب، ولا ذات الشعور الذي قدمته لك. لكني لا أندم على ما منحته من صدق، ولا على ما قدمته من حنان ومشاعر، بل إن ندمي الحقيقي يكمن في أن قلبي اهتدى ذات يوم إلى من لم يكن أهلًا للسكن فيه. أعاتبك لا لأني أرجو عودة، ولا لأني أتوق لاهتمامٍ متأخر، بل لأنّ الصدق حين يُمنح لمن لا يعرف قيمته، يُصبح كالسيف الذي يُردّ إلى صاحبه. هل كنت أطلب الكثير حين أردت أن أكون لك كما لم يكن أحد؟ هل أثقلتُ عليك حين منحتك حضوري كله، وأغفلت نفسي في سبيل أن أراك بخير؟ لقد كنتُ أنتمي إليك بصمت، وأحبك بكرامة، وأنت لا ترى فيّ إلا ظلًا مؤقتًا يمرّ ويُنسى، وينتهي دون أثر. أنا لا أكتب اليوم كي أرجع شيئًا انكسر، ولا لأستجدي لحظة اهتمام، بل لأغسل قلبي من بقايا خيبةٍ صامتة، وأودّع وجعًا ظل ساكنًا في صدري طويلًا. فليعلم من بعدك.. أن الحب عطاء، نعم، لكنه كرامة أيضًا. وأن القلوب التي تتسع للجميع… لا يسكنها من لا يُجيد البقاء.