@seghierw: سأكلمكم الآن بكلامٍ من القلب، لمن أحب بصدق ثم جلس ينتظر إشارة، علامة، أو حتى دعاء يُستجاب، ليسأل نفسه: هل سيكون من نصيبي؟ هل هذا الإنسان الذي أحببته بكل صدق، سيجمعني الله به؟ أم أنني أتعلق بوهم لا يُرضي الله؟ يا من تتساءل عن النصيب، يا من أحببت وأخلصت، ولم تطلب إلا أن يجمعك الله بمن سكن قلبك، تعال نهدأ قليلًا، ونُحاور أرواحنا بحب، بنور من كلام الله، وهدي نبيّه صلى الله عليه وسلم. --- أولًا، يجب أن نُدرك الحقيقة التي لا بديل عنها: ليس كل من نحبّ، يكون لنا. ولكن كل من أرادنا الله لهم، سيجمعنا بهم في الوقت الذي يُريده، وبالطريقة التي يُرضيه. فالله لا يمنعك ليُعذّبك، بل يمنعك ليحميك، ليؤخرك لا ليُبعدك، ليُطهّرك قبل أن يُهدي إليك نصيبك. قال تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون" [البقرة: 216] --- إذن، ما هي الإشارات التي تطمئن قلبك أن هذا الشخص قد يكون من نصيبك؟ 1. إذا كان هذا الحب يُقربك من الله، لا يُبعدك عنه. هل جعلك تحرص على صلاتك أكثر؟ هل زاد خوفك من الله؟ الحب الذي يُثمر طاعة، هو حبٌ على نور. 2. إذا كنت تستودع الله هذا الحب. من قال: "اللهم إن كان خيرًا لي فقربه، وإن كان شرًا فاصرفه عني"، فليطمئن، فإن القدر سيُهديه للخير، ولو بعد حين. 3. إذا رأيت علامات تيسير، لا تعقيد. القلوب تطمئن، الأمور تتيسر، الأهل يلينون، والنية واضحة… فهذا تيسير من رب العالمين. 4. إذا لم يكن فيه خيانة لله ولا لأهلك. الحب الصادق لا يُبنى في السر. ومن يُحبك بصدق، يُحب أن يأتيك من الباب، لا من النوافذ الخفية. --- لكن، إن كان هذا الحب يُخفيك عن أهلك، ويأخذك من ربك، ويجعلك تعيش في خوف، أو تأنيب، أو قلق دائم… فهذا ليس حبًا حلالًا، بل هو اختبار يُريد الله أن يُطهّرك منه، قبل أن يُكرمك بما هو أنقى وأجمل. --- ماذا أفعل إذا تعلّقت فعلاً؟ جدد نيتك، واسأل الله أن يُطهّر قلبك مما لا يُرضيه. لا تكن أسير مشاعرك، كن عبدًا لله، فهو الذي يملك القلوب. إن كنت تحبها، اطلبها بالحلال. وإن لم تستطع الآن، فاستودعها لله واشتغل بنفسك حتى تُصبح قادرًا. وقل: "اللهم لا تعلّق قلبي إلا بمن كتبتَه لي، واجعل حبي لك أكبر من أي حب" --- واعلموا يا أحبة، أن من يُحبك لوجه الله لا يُخفيك، لا يلمسك بالحرام، لا يُطفئ نورك، بل يجعلك أنقى، وأقرب إلى الله. فإذا أحببت فاجعل حبك طاهرًا، نقيًا، صادقًا، لا يُبنى على المعاصي، بل على الدعاء، الصبر، والعمل. وإذا تركت حبًا لأجل الله، فاعلم أن الله لا يُضيع من ترك شيئًا له، بل سيعوضك حبًا لا تخجل منه، لا تتعب فيه، لا تبكي لأجله، حبًا يُرضي الله، ويُرضيك. --- في النهاية… لا تسأل هل هو من نصيبي؟ اسأل: هل أنا مستعد لأن يكرمني الله بمن كتبه لي؟ فإذا أصلحتَ نفسك، جاءك النصيب دون أن تطلب، ودون أن تخطئ، وجاءك من باب واسع، بفرح لا ينتهي. اللهم ارزقنا حبًا حلالًا، يُرضيك، ويُضيء قلوبنا. #explore #fyp

Walid Seghier

Open In TikTok:

Region: DZ

Monday 21 July 2025 16:09:48 GMT