"شوف، مو كل واحد يعاملك زين، ومو كل واحد يرد المعروف بالمعروف، بس إنت لا تخلي طيبتك تنكسر بسبتهم. ترى الأصل يبين بالشدات، والزين يظل زين لو الدنيا كلها صارت عكسه. فلا تعامل الناس بالمثل، لأن إذا رديت نفس ردهم صرت مثلهم، بس عامِلهم من طيب أصلك، حتى لو ما يستاهلون."لا تَعاملِ الناسَ بمثلِ ما يُعامِلونك، فتَصيرَ نَسخةً عنهم، إن أساؤوا أسأتَ، وإن جَفَوا جَفَوتَ؛ فهكذا تُذيبُ نقاءَ روحك في غِلظَةِ غيرِك، وتَخسرُ فضيلتَك لتُشبِهَ من لا يَستحِقُّ أن تُشبِهه. بل اجعل ميزانَ خُلقِك ثابتًا لا يَميلُ برياحِ الدُّنيا، وأصلَك طيبًا يَفيضُ بالحُسنِ ولو تلطَّخَتْ وجوهُ الناسِ بالقُبح. فمَن يَملِك قلبًا طاهرًا، يَعلَم أنَّ سموَّ النَّفس في التَّرفُّعِ عن ردِّ السّيئة بمثلها، وفي غَرسِ الرحمة حيث يُنتظر القَسوة، وبَسطِ اللطفِ حيث يُظَنّ الجفاء. عاملهم بما فيكَ لا بما فيهم، فإنك حين تُحسنُ إلى من لا يَستحق، تَكشفُ لهم مرآةَ نقائك، وتُبرهِن أن كرمَ الأصل لا يَتدنّى إلى دَركِ المُسيئين. والطيِّبُ يَبقى طيبًا، وإن جاوَره الخبيث، كما تبقى الزهرة عَطِرة وإن أحاطتْها الأشواك. واعلم أن ما تُقدّمه من جميلِ خُلقٍ، إن لم يُثمَّن في الأرض، فهو مَحفوظٌ عند السَّماء: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة:120]. فاجعل حياتَك رسالةً في أن الحُسنَ يُورَثُ ولا يُباع، وأن العدلَ ليس في المُكافأة بالمثل، بل في التزامِ صفاءٍ يَليقُ بإنسانٍ عرفَ أن نُبلَ الأصل أغلى من كل انتقام.#حكم #الامام_علي_بن_أبي_طالب_؏💙🔥 #اقوال ##وعي - @el.p128