@d2tly: كلُّ شيءٍ مُعرَّضٌ لسوء الفَهم… حتى صَمتُك. الصمتُ الذي تظنّهُ أرقى أشكال الحكمة، قد يُقرأُ ككبرياء، وهدوؤك الذي تنوي به السكينة، قد يُفسَّرُ على أنّهُ احتقار، وسكوتك الذي يُخفي جُرحًا نازفًا، قد يراهُ الآخرون برودًا وجفاء. ما أقسى أن تكون الكلماتُ سيفًا، والصمتُ أيضًا سيفًا، أن تعيشَ محاصرًا بين من يسيءُ الظنّ بما تقول، ومن يسيءُ الظنّ بما لا تقول. تلتزمُ الصمت لتنجو، فإذا بهم ينسجون حولك آلاف الحكايات. تلوذُ بالسكوت لترمم داخلك، فإذا بهم يظنّونك تتعمّد الغياب. حتى الصمت، وهو أصدقُ اللغات، صار ساحةً للتأويل، يُترجمونهُ كيفما شاؤوا، ويرسمون في غياب كلماتك صورًا لم تقصدها. قد تصمتُ لأنّ في قلبك عاصفة، فيظنّونك سالمًا، وقد تصمتُ لأنّك لا تريد جرحًا، فيظنّونك قاسيًا، وقد تصمتُ لأنّك لا تملك جوابًا، فيظنّونك متكبّرًا. إنّ سوء الفَهم لا يحتاج إلى كلمات، بل إلى أعينٍ تبحث عن ثغرة، وإلى عقولٍ تُحبُّ أن تقرأ ما لم يُكتَب، وتسمع ما لم يُقال. ولهذا... حتى الصمت، ذلك المَلاذ الأخير، لم يعُد ملاذًا، بل صار هو الآخر متّهَمًا، يُحاكَم في قلوب الناس قبل ألسنتهم. الصمتُ بريء، لكنّ العيون تُدينه، والقلوب تُشوّه معناه، فتجد نفسك غريبًا، لا في كلامك فقط، بل في سكوتك أيضًا، تمشي في دروب الحياة محاطًا بتأويلات لا تُشبهك، تحاول أن تفسّر نفسك، فلا يفهمك أحد، وتحاول أن تُبرّر سكوتك، فلا يُنصت لك أحد، كأنّك محكومٌ بالخذلان، سواء تكلّمت… أو سَكَتَّ. #fyp #foryou #viral #real #explore