@hidenrealms: الإنسان بطبعه كائن بيدور على سند… على شيء يميل عليه ويستمد منه أمان. لكن لما السند ده يبقى "الدنيا" أو "الأشخاص"، الروح تبدأ تتعب. ليه؟ لأن الدنيا متقلبة، والناس بيتغيروا، ومافيش حاجة ثابتة غير الله. ربنا سبحانه وتعالى قال: ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله﴾ [البقرة: 165]. الآية دي مش بتتكلم عن عبادة أصنام بس، لكنها كمان عن القلوب اللي تعلقت بغير الله: شخص، مال، مكانة… والنتيجة دايمًا ألم وخوف من الفقد. التعلق بالأشخاص يخلي فرحتك مربوطة بوجودهم، وحزنك مربوط بغيابهم. التعلق بالدنيا يخليك عبد لشهواتها، كل ما تجيب حاجة تدور على اللي بعدها. لكن الوعي الحقيقي يبدأ لما تسأل نفسك: "إيه الحاجة اللي ما تضيعش؟ إيه اللي يفضل حتى بعد الموت؟" الجواب واضح: التعلق بالله. لما القلب يتشبث بالله، بيتحرر من القلق والخوف. ساعتها الحب مش بيختفي، بالعكس، بيبقى أعمق. تحب الناس لكن من غير ما تستعبدك محبتهم. تملك الدنيا في إيدك لكن مش في قلبك. ربنا وعد: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ [الطلاق: 3]. يعني اللي يسلّم قلبه لله، ربنا يكفيه ويغنيه. الحرية الحقيقية مش في إنك تسيب كل حاجة، لكن في إنك تبقى ماسك كل حاجة بإيد خفيفة… قلبك مربوط بواحد أحد، مش بعالم زائل. وعي التعلق هو بداية الشفاء الروحي: إنك تسيب التعلق اللي يوجعك، وتمسك بالتعلق اللي يحررك. وقتها، هتكتشف إنك لأول مرة "حر"، وإن قلبك ما بقاش سجين إلا لمحبّة الله.