ليلة بطلعتين في مثل هذا اليوم ١١ /٩ من عام ٢٠١٥ وعند ورود المعلومات الاستخباراتية عن الاهداف ، كانت هذه المعلومات تخضع للتحليل المعمق لغرض الاستفادة منها في رصد تحركات الدوا11ش واستهدافهم بصورة دقيقة ، وفي احد الايام وصلت المعلومات بتجمع الدواع11ش الارهابيين في احدى القرى الشرقية لمدينة الموصل وعند وضع الخطة ومقارنة المعلومات تبين ان االارهابيين يتحركون بين قريتين في عمليات التقدم والانسحاب وكنت قدوضعت خطة مسبقة لضرب القرية الثانية في يوم اخر ضمن جدول الضربات التعبوية الذي ينفذه التشكيل تباعا ، ولكن عند التدقيق بالمعلومات تبين لي ان الدو11ش في حال استهدافهم في هذه القرية سيكون اتجاههم بالانسحاب والاخلاء للقرية الثانية التي على جدول الضربات اللاحقة، هنا قمت بحساب وقت الطلعة والذي تبين انه قصير ، فدفعني ذلك للمشاورة مع المستشارين وطاقم الطيران في امكانية استعدادهم لتنفيذ ضربتين متتاليتين في نفس الليلة ، اي اننا نقوم بتوجيه الضربة الاولى للدو11ش ومراقبة رد الفعل المتوقع بالانسحاب والاخلاء للقرية الثانية ونستغل هذا الوقت لغرض اعادة التحميل بالقنابل والعتاد والتوجه نحو الهدف الثاني (القرية الثانية) للقضاء على ما تبقى من من الدواعش ، لكن قبل ذلك والاهم كان النقاش مع مجموعة الفنيين الارضيين واختصاصيي الاسلحة حول الامكانية المتاحة والوقت المطلوب لاعادة التسليح للطائرات والعودة بالطيران مرة ثانية نحو منطقة الاهداف وضرب العدو الداع/شي المتقهقر في القرية الثانية ، فكان جوابهم وكما عهدتهم ولسنيين طويلة من العمل معي ، (توكل بالله سيدي) وسنكون انشاء الله عند حسن ضنك ونجهز ونسلح الطائرات باسرع وقت ممكن ، وهذا ما جعلني اطمئن للخطوة الرئيسية بالتنفيذ ، وعند طرح فكرتي عن التنفيذ وبهذه الخطة على النستشارين والطاقم تفاعل الجميع وبرغبة عالية للتنفيذ لهكذا نوع من الواجبات المميزة والجريئة ، بعد الحصول على توافق الجميع على التنفيذ وكلٌََ حسب دوره تم وضع الخطة وفق التكنيك الذي يحصل لاول مرة في واجبات طيران الجيش وارسالها لغرض الحصول على الموافقة من العمليات المشتركة بعد المناقشة مع السيد قائد طيران الجيش (الفريق اول الطيار حامد المالكي) الذي بارك لنا الخطة واكد توصياته لي بالحفاظ على قواعد الاشتباك و قوانين واوامر سلامة الطيران وبعد المتابعة وصلت الموافقة على طيران التشكيل المكون من طائرتين مي ١٧ محملة بالقنابل والصواريخ لتنفيذ الضربات ، كان الترقب شديد والامنيات كبيرة بنجاح المهمة ، ومن المفارقات ان ليلة التنفيذ كانت يوم ١١ ايلول وهذا سبب كبير جعل طواقم طيران التحالف يقدمون كافة التسهيلات بالحماية والمتابعة والاتصال ، وفعلا تم اقلاع تشكيل (سومر) من مطار اربيل بالساعة الواحدة ليلا والتوجه للهدف الاول وبارتفاع ٢٠٠٠ م وبعد ٢٢ دقيقة من الطيران قمت باسقاط قنبلتين على مواقع الدواع11ش وقامت الطائرة الثانية بتوجيه الصواريخ على الاهداف وتدميرها وقد تعالت الاصوات من طائرات الحماية (التحالف الدولي) بدقة الاصابة وتدمير الهدف ، بعدها قمت بالتوجه بالتشكيل الى مطار اربيل والنزول بسلام وكان الجميع بالانتظار للتهنئة بسلامة العودة ودقة التنفيذ وتهيئة العتاد للتحميل وهنا لابد من الاشادة بفنيي الاسلحة الابطال الذين علقوا القنابل وعمروا الصواريخ بكل كفاءة وسرعة ومعنويات عالية وقلوبهم قبل السنتهم تلهج بالدعاء لنا بالتوفيق والسلامة والنجاح في القسم الثاني من العملية، ولم يخيب الله دعائهم وظنهم بنا فقد تحقق ما كنا نتوقعه، فقد انسحب الدواعش للقرية الثانية وبطريقة مرتبكة وماهي الا دقائق قصيرة ونحن فوقهم وبتوفيق من الله قمنا بصب النيران عليهم من طائراتنا لنجعلهم أشلاءأ وحطام والعودة بسلام رافعين رؤسنا نصراَ وفخراَ بنتائج هذه الليلة البطولية التي كانت علامة مظيئة في تاريخ معارك طيران الجيش التي تكللت بالنصر الكبير وتحرير جميع المناطق المغتصبة من قبل الدوا11ش الإرهابيين، تحيتي للرجال الشجعان الذين كانوا معي من طواقم الطيران والمهندسين وتحية خاصة لفنيي الاسلحة وهم عماد مخيبر واحمد ابو ريماس والبطل طه وعلاء وكل من شارك وتابع الواجب تلك اللية التي لاتنسئ والرحمة والخلود للشهداء الأبطال الذين ضحوا بارواحهم من اجل حفظ ارض وسماء العراق العظيم. اللواء الطيار احمد الساعدي ٢٠٢٥ Stuart Bothwell Eric Eberlein 1:00 a.m. - @iraq.air.force