@ww022714uu4: ذاك الذي اعتاد أن يكون سندًا للجميع، يرمم القلوب حين تنكسر، يوزّع الضحكات كأنها هدايا، ويصغي للفضفضات وكأنها رسائل مقدسة لا يجوز إهمالها. كان إذا ضاقت الدنيا بأحد، وجد فيه ملاذًا، وإذا تاهت الطرق، وجدوا عنده بوصلةً تعيدهم إلى الاتزان. لم يكن يومًا متفرجًا على الحياة، بل عاشها بكل تفاصيلها. واجه قسوتها بصبر، وصادق صعوباتها بجلَد، ونهض بعد كل سقوط وكأن لا شيء هزمه. حين تخلّى الكثيرون عن أحلامهم، كان هو يتمسك بخيوطها، يربطها بيديه حتى لا تضيع. وعندما كان الآخرون ينعمون بالسكينة، كان هو يواصل السير في الطرق الشائكة، يحمل أوجاعه على كتفيه بصمت، ويُخفي ثِقلها بابتسامة مطمئنة. كم مرة خسر ولم يُظهر ضعفه؟ وكم مرة عبر العثرات وكأنها لم تكن؟ لقد عاش عمرًا كاملًا وهو يوازن بين ما يحتاجه هو، وما يحتاجه من حوله، حتى نسي نفسه في زحمة الترميم، والنهوض، والمساندة. حتى صحته يومًا ما لم ترحمه؛ صارت اختبارًا جديدًا، أثقل عليه خطواته، وأخبره أن الجسد لا يظل قويًا إلى الأبد مهما قاوم القلب. ومع ذلك، ظل يمضي، يتجاوز قدر ما يستطيع، كأنه يخشى أن يخذل الذين اعتادوا وجوده. لكن اليوم… أرخى يديه، وأسلم قلبه لقدرٍ لم يعد يجادله. لم يعد راغبًا في المزيد من الرحلة، لم يعد حريصًا على مواصلة المعاندة. لقد اكتفى من السير في الطرق الطويلة، ومن حمل الأحمال الثقيلة. هو لم يخسر… إنما بلغ النقطة التي فيها وجد نفسه متعبًا من العطاء بلا توقف، فاكتفى بالسكوت، وترك للحياة أن تكمل حكايتها بدونه. #يوميات_خرابيش

يوميات خرابيش

Open In TikTok:

Region: EG

Friday 19 September 2025 19:00:40 GMT