@hdoa_111: ما كنت ناوية أتكلم كنت أبي الموضوع يمر بهدوء مثل كل مرة بس هو أصر كتب لي فجأة بتتركيني بدون ما تودعيني وقريتها وأنا مترددة حسيت بنغز خفيف بقلبي كأن الكلمة حفرت شي قديم ما كنت أبي أرجع له يمكن لأني كنت أحاول أتعامل مع كل شي بعقلي مو بقلبي سويت نفسي عادي رديت على حسب كأنها كلمة باردة ما وراها شي مع إن وراها ألف شعور ما قلتها ألف فكرة حاولت أهرب منها كتب بعدها عادي طلب وأنا للحظة سكت ما كتبت شي فتحت المحادثة وسكرتها أكثر من مرة لين قلت وشو وأنا متأكدة إن الطلب بيخليني أتردد أكثر بعد شوي وصلت الرسالة اللي كنت أخاف منها ودعيني قبل ما تروحين قرأتها أكثر من مرة كل مرة أحسها تثقل صدري أكثر كأنها مو مجرد كلمة كأنها تذكير بكل اللحظات اللي جمعتنا بكل المرات اللي كنا نحاول فيها نكمل رغم كل التعب بكل المكالمات اللي كنا نضحك فيها وبآخرها نسكت فجأة لأن كل واحد فينا يحس إننا قاعدين نضيع من بعض شوي شوي بدون ما نحس ولا نحاول نوقف الوقت كأننا متفقين على النهاية بس بدون ما نقولها جلست أطالع الرسالة وما قدرت أرد كأن أصابعي تجمدت فوق الكيبورد كأن قلبي يقول اكتبيله بس كرامتي تقول لا خلاص كفي اللي راح كفاية تعب كفاية انتظار ما له معنى وكل مرة نرجع لنفس النقطة ونفس الوجع كنت أقول يمكن ودعته من زمان بس يمكن هو توه يحس يمكن أنا سبقت بخطوة وهو توه يحاول يلحق يمكن الوجع عندي برد وهو لسه يحترق فيه كنت أبي أقول له إن الوداع مو لحظة ولا رسالة الوداع بدأ من أول يوم صرنا نحس إننا ما نقدر نرجع مثل أول يوم صرنا نحس إن الضحك بيننا صار مجاملة وإن الحكي صار محاولة نرضي بعض مو نرتاح لبعض بس ما قلت سكت خليت الرسالة بدون رد مو لأني ما اهتم لا بالعكس بس يمكن لأني أعرف إن الرد ما بيغير شي وإن حتى لو ودعته بالكلام الحنين ما يعرف يسمع الكلام يعرف بس يوجع يعرف يرجعك لنفس الدوامة اللي قلت خلاص انتهت طلعت من المحادثة سكرت الجوال ورميت نفسي عالسرير كل شي فيني ساكت بس عيني ما قدرت توقف عن التفكير كل زاوية بالغرفة تذكرني فيه بصوته اللي كان يضحكني بأسلوبه اللي كان يعرف يخليني أهدى حتى وأنا معصبة بصبره اللي كان يخليني ألين رغم عنادي كنت أتخيله قدامي بنفس نبرته وهو يقولها ودعيني قبل ما تروحين كنت أتخيله وهو ينتظر رد ما جاه يمكن للحين ماسك جواله يشوف آخر ظهور لي يمكن يقول أكيد قرت الرسالة بس ما تبي ترد يمكن يضحك ويقول خلاص ما بقى لي فيها أمل بس أنا كنت أحس بشي داخلي يقول يمكن هو يستحق وداع بسيط كلمة تخفف عليه أو حتى سطر واحد يطمنه إن النهاية مو كره ولا جفاء بس خلاص تعبنا تعبنا من التكرار من الخوف من نرجع لنفس الدائرة ونطيح بنفس الوجع بس بنفس الوقت كنت أحس إني ما أقدر أودعه وأنا عارفة إن الوداع اللي بيصير بيكسرني أكثر يمكن لأني أعرف نفسي إذا ودعته برجع أحن وإذا حنيت برجع أضعف وإذا ضعفت برجع له وبرجع أعيش نفس الوجع اللي كنت أحاول أهرب منه قمت مشيت بالغرفة وأنا أفكر فيه بكل شي مرينا فيه بكل الرسائل الطويلة اللي كنا نرسلها لبعض بكل مرة يقول لي نامي وانتبهي على نفسك وأنا أطنش أرد عليه بكلمة بس مع إن داخلي يبتسم بكل جدية كنت متناقضة دايم أظهر إني قوية بس هو أكثر واحد يعرف إني مو كذا يعرف إني أضعف إنسانة قدام الحنين وقدام فكرة الفقد يمكن عشاني ما أحب النهايات ولا أحب أعيش شعور إن شي كان لي وصار لغيري ومع كل التفكير هذا فتحت المحادثة من جديد شفت آخر شي كتبه وكنت أكتب وأمسح أكثر من عشر مرات كتبت له يمكن وداعنا مو نهاية بس بداية ننسى فيها الوجع بس وقفت ومسحتها ما قدرت أرسلها حسيت إني بكذب عليه لأن الوجع ذا ما ينسى لا ببداية ولا بنهاية الوجع ذا يعيش معك حتى لو نسيت السبب سكرت الجوال مره ثانية وجلست على الأرض أضحك على نفسي على قلبي اللي للحين يوجعه كل شي رغم إني أنا اللي قررت أروح رغم إن القرار بيدي بس ما كنت أتخيل إن البعد بيكون بهالشكل الصعب كنت أحسب السهولة تجي مع الوقت بس الوقت مو دايم رحيم فينا مرات يزيدك وجع ويخليك تتمنى لو ما فهمت ولا حسّيت ولا حتى عشت كل هاللحظات معه وقلت لنفسي خلاص خليه الوداع بيننا يكون سكوتي يمكن السكوت أرحم من الكلام يمكن الرسالة اللي ما رديت عليها تكون هي الوداع اللي كان يدور عليه بدون ما يدري يمكن فهمه أفضل من أي كلمة ممكن أقولها ويمكن بعد كل هالوقت إذا تلاقينا صدفة نبتسم كأننا بخير بس كل واحد فينا بيكون حافظ إن الرسالة ذيك كانت آخر مرة نحكي فيها وأول مرة نحس فعلاً إن النهاية وصلت