@fhtpl: قد تُبعِدُنا المسافات، لكنّ القلوب لا تعرف طريق النسيان. فما كان للهفةٍ صادقة، لا تذيبُها الأيام، ولا تُطفئها السنون. كم جسدٍ غابَ عن صاحبه، وبقيَت الروحُ تُناجيه في صمتٍ عميق. ما أجملَ أن تظلَّ المحبّةُ رغم الغياب، ثابتةً كالنجم في سماءٍ لا تغيب. نحنُ الذين لا يجمعنا المكان، بل تجمعنا الذكرى التي لا تموت. كم من لقاءٍ مؤجلٍ نحمله في صدورنا، كأنّه وعدٌ كُتِبَ في القدر. تتباعدُ الخطى، لكنّ النبض لا يهدأ، يذكّرنا أنّ للروحِ وصلاً لا يُقطع. فليس البُعدُ إلّا امتحانًا لصدقِ الودِّ، وقياسًا لعمقِ الحنين. نحنُ على النوى باقون، نُحادثُ الخيالَ ونُصافحُ الهواء. كلّ ليلٍ يمرّ يأتينا بهم، بأصواتهم، بابتساماتهم التي تركوها في الذاكرة. كأنّهم لم يرحلوا، بل اختبأوا في تفاصيلنا، في نبضةٍ، أو في لحظةِ سكون. البُعدُ لا يُطفئُ نارَ المحبة، بل يجعلها تتوهّج بصمتٍ أكثر جمالًا. كأنّ القلبَ حين يشتاق، يُضيءُ من تلقاءِ نفسه. ما بيننا ليس جسدًا يرحل، بل روحًا تُقيمُ في الأخرى دون إذن. نُحبّهم رغم الغياب، كأنّ الفراق لم يُخلق لنا. وإن تباعدت الطرق، تبقى القلوبُ طريقًا واحدًا نحو اللقاء. يأتي المساء، فنشعرُ بهم كأنّهم يجلسون بقربنا، يبتسمون في خيالنا. يا من غابت خطاكم عن دربي، لم تغبوا عن قلبي يومًا. أنتم الحاضرون في الغياب، الماثلون في كلِّ تفصيلٍ من تفاصيل الحياة. علّمتُمونا أنّ المودة لا تموت، وأنّ الغياب لا يُنهي الحُبّ. فالعلاقة التي تُبنى على الصدق، تبقى ولو فُصِلت الأجساد بالمسافات. يا رفاقَ الروح، وإن أبعدتنا الليالي، سيبقى الودُّ شاهدًا على صدقِ المحبة. وما دام القلب ينبضُ بذكراكم، فأنتم باقون… كما وعدَ الحُبُّ أوّلَ مرّة . #شعر #وعي #خاطره #عبارات #fyp