@al.hashemi111: من أسرار السير إلى الله وفهم رمزية الوجود النبوي في تجلياته الأنثوية. فاعلم يا ولدي أن نساء النبي ﷺ لسن مجرد أزواج في ظاهر النكاح، بل كل واحدة منهن مظهر لمعنى باطني في قلب الحضرة المحمدية، لأن النبي ﷺ كان إنسانًا كاملاً، وكل ما اتصل به صار مرآةً لصفةٍ من صفاته الإلهامية. 🔹 خديجة رضي الله عنها هي رمز الأمّ النورانية الأولى، تمثل في الباطن النفس المطمئنة حين تؤمن بالنور قبل أن يظهر للعيان. كانت الحضن الذي آوى النبوة في بدايتها، فهي أمّ الحضرة كما كانت مريم أمّ الكلمة. باطنًا: تمثل خديجة الثبوت والسكينة والأمان، فهي أنثى التجلي الأول حين يشرق النور في ظلمة العالم، فكانت أوّل من صدّق، فصارت رمزًا لـ اليقين القلبي الذي يحتضن النور قبل البرهان. ولذا قال العارفون: خديجة هي سكينة الإيمان في طور النبوة، وهي النفس التي سلّمت أمرها لله فاحتضنت سرّ الكلمة قبل أن تتنزل في الأكوان. 🔹 عائشة رضي الله عنها تمثل في الباطن النفس اللطيفة العارفة، هي مظهر الروح المتجددة التي تجالس النور وتتعلم منه دقائق الأسرار. باطنًا: عائشة هي مرآة الروح المحبة التي تطلب الفهم والمعرفة، فكانت تسأل وتستفسر وتروي وتفهم، فصارت رمزًا لـ العقل النوراني في مقام المحبة، لا مقام الأمومة بل مقام الصحبة النورانية. ولذلك كانت أقرب من فهم دقائق الوحي في بيته الشريف، لأن باطنها من جوهرٍ روحانيّ لطيف، يليق بمرآة النبي ﷺ حين يظهر في صورة المعلم والعاشق الإلهي. فخديجة تمثل الأصل الأمين للنور، وعائشة تمثل تجلّي النور حين يفيض علماً ومعرفة. الأولى كانت حضن المبدأ، والثانية كانت مرآة الفهم. الأولى تمثل السكينة الأمومية للنبي حين كان في طور التكوين، والثانية تمثل العقل النوراني المصاحب له في طور البيان. قال بعض العارفين: > خديجة هي "ليل الحضرة" الذي احتجب فيه النور ليستكمل خلقه، وعائشة هي "نهار الحضرة" الذي انكشف فيه السرّ وظهر للقلوب. فالليل حضن النور، والنهار ظهوره، وكلاهما من النور المحمدي، فكما لا يُفصل بين الليل والنهار، لا يُفصل بين خديجة وعائشة في سير النور من الغيب إلى الشهود. #خديجة_وعائشة #الأنثى_في_الحضرة_المحمدية #أسرار_النور_المحمدي #مدارج_القلوب #التجلي_المحمدي