لكي تصل إلى المعرفة، عليك أن تُغامر في الظلّ قبل أن ترى النور. المعرفة ليست في الكتب فقط، بل في التجربة التي تُربّيك على الوجع والدهشة. لا تَعرف حقًا حتى تُخطئ، ولا تُبصر حتى تُطفئ أضواء الآخرين وتُشعل ضوءك أنت. إذهب إلى حيثُ تجهل، لأن الجهلُ بداية الإدراك. الجهل ليس ظلمة، بل فضاء ينتظر أن تملأه بنورك. كل ما تعرفه قد يُقيّدك، أما ما تجهله فهو الباب المفتوح نحو الاتساع. الخطوة الأولى للمعرفة هي أن تعترف أنك لا تعرف. في كل مرة تجهل، يولد فيك سؤال، والسؤال شرارة الوعي. المعرفة لا تأتي من الحفظ، بل من العطش الدائم للفهم. الذين يظنون أنهم يعلمون كل شيء، توقفوا عن النمو منذ زمن. أما الذين يجهلون، فهم يسيرون بخفة نحو الأفق. إذهب إلى الغموض، إلى ما يخيفك، إلى ما لا تملك له تفسيرًا. هناك تتعرى روحك من الغرور، وتبدأ بالتعلّم حقًا. المعرفة لا تُمنح، بل تُنتزع من العتمة بصبر الباحث. كل جهلٍ واجهته بصِدق، تحوّل في داخلك إلى نور. لا تخف أن تضلّ، فحتى الضياع طريق إلى الفهم. من يجهل اليوم، قد يعرف غدًا أكثر ممن ظنّ أنه عَلِم منذ الأزل. كل مجهولٍ فيك هو حقلُ اكتشاف ينتظر أن تزهر فيه بصيرتك. إذهب بلا خوفٍ، فالمعرفة لا تُحبّ القابعين في أماكنهم. إذهب إلى حيث لا إجابات، واصنع أنت السؤال. إذهب إلى حيث تجهل، فهناك ستعرف نفسك أولًا. وإذا عرفت نفسك، عرفت الطريق إلى كل شيء. فالمعرفة ليست أن تعرف العالم، بل أن تُبصر مَن أنت فيه. #شعر #خاطره #وعي #عبارات #fyp - @fhtpl