@pwk.6: القول إِذَا لَمْ تَكُنْ عَالِمًا نَاطِقًا فَكُنْ مُسْتَمِعًا وَاعِيًا هو من كلام الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يحمل دعوة أخلاقية وعملية موجزة لكنها عميقة، يقصد بها أن للإنسان خيارين أساسيين عند التعامل مع العلم والكلام: إما أن يكون عالماً يكلِّم الناس بما لديه من فهم ومعرفة، أو إن لم يكن عالماً فيجب عليه أن يتحلى بالصمت الذي ليس فراغاً وإنما هو صمت مفيد ونافع يكون مصحوباً بالانتباه والوعي. هذا الوعي يعني أن لا يكون المستمع مجرد سامع عابر يلتقط الكلمات ثم يمضي، بل أن يستقبل الكلام بتمعّن، يفكر فيه، يميّز الصالح من الطالح، ويحتفظ بما ينفع ويعالج ما يحتاج إلى تدقيق أو تحقق. الفكرة تذكّرنا بحكمة أساسية في آداب الكلام والمعرفة: الكلام مسؤولية، والحديث عن أمور لا نعلمها قد يوقعنا في خطأ أو يضر غيرنا، أما السكون فلا يعني جهلاً مخزياً بل خيار حكيم لمن لم يتمكّن من البوح بعلم ثابت أو دليل قوي. القاعدة فيها أيضاً تقدير لمراحل الناس المختلفة فليس مطلوباً من كل إنسان أن يتحول فوراً إلى عالم، لكن مطلوب منه أن يكون واعياً حين يستمع وأن يسعى للتعلم إن كان الطلب ممكناً، لأن المستمع الواعي هو من يبني نفسه تدريجياً ويمنع انتشار الجهل والأقاويل الخاطئة. الاستماع الواعي يشمل التثبت من الأدلة قبل قبولها، سؤال من يدلّه على الخطأ برفقٍ واحترام، وعدم نقل كلامٍ غير متأكد منه، وهذا سلوك يعزّز ثقافة العلم في المجتمع ويقلل الضوضاء اللفظية غير المسؤولة. أما المتكلِّم العالِم فواجبه أن يقدّم علمه بوضوح وصدق، وأن يتجنّب التكلّم بما ليس له أهله، لأن نقصان المسؤولية عند الناطق يمكن أن يضيع الناس أو يشكّل مواقف مضلِّلة. تطبيق هذه الحكمة عملياً يعني أن نتدرّب على ضبط اللسان وعلى تمحيص المعلومة قبل نشرها، وأن نعلّم شبابنا آداب السؤال والردّ، وأن نكرّم دور المستمع الواعي بوصفه جزءاً أساسياً من دورة المعرفة لا مجرد متلقٍ سلبي. في الحياة اليومية قد نلتقي بمواقف تدعونا للتحدّث فوراً، وهنا تذكّر هذه العبارة يوقظ فينا الحسّ بالمسؤولية ويجعلنا نسأل: هل عندي علم مقرون بدليل أو فائدة؟ إن لم يكن فصمتٌ مدروس أو سؤال للتعلم هو الأفضل. بهذا الأسلوب تُبنى ثقافة أمتن في الكلام والسمع، وتزدهر المعرفة الحقيقية بدل الضوضاء والتكهنات. #امير_المؤمنين #علي_بن_ابي_طالب #اقول_الامام_علي_عليه_السلام عليه الصلاة والسلام

سَيف

Open In TikTok:

Region: IQ

Wednesday 22 October 2025 02:12:39 GMT