@f6_1n: تُداهمُني الأفكارُ جيوشًا، وأنا فردٌ يَحملُ سيفَ التعب، كلُّ فكرةٍ تُشعلُ نارًا في صدري، وكلُّ ذكرى تُلقي رمادَها على ما تبقّى منِّي. أجلسُ في الظلِّ كجنديٍّ قديمٍ خَسِرَ الحربَ، وما زالَ يُعيدُ تفاصيلَها في رأسِه كلَّ ليلةٍ. لا أنامُ، لأنَّ النومَ صارَ أرضًا مُحتلّةً بالفِكر، ولا أستيقظُ، لأنَّ الصباحَ لا يأتي إلا ومعه قافلةُ الأسئلةِ التي لا جوابَ لها. تُحاصِرُني الأفكارُ من الجهاتِ الأربع، تُهاجِمُني فجأةً كأنَّها تعرفُ متى أضعفُ، تأتيني في منتصفِ الهدوء، تَنهشُني من داخلي، تَرميني بينَ “ماذا لو” و “لِماذا أنا”، وأنا لا أملكُ سوى قلبي الصغير، أُلوِّحُ به كرايةٍ بيضاءٍ في وجهِ هذا الطوفان. كثيرًا ما أبدو بخير، لكنَّ رأسي مدينةٌ من الضجيج، فيه أصواتُ ماضٍ لم يَمت، وأحلامٌ تَختنقُ قبل أن تولد، وفي زاويةٍ هناك، يجلسُ خوفي يُدخِّنُ صبرَه، ينتظرُ فكرةً أخرى ليُشعلَ بها نفسَه. أُحاوِلُ أن أهربَ، لكنَّ الأفكارَ أسرعُ منّي، تَسبقُني إلى كلِّ مكانٍ، وتَستقبلُني بابتسامةٍ مُتعبةٍ تقولُ: “ها قد عُدتَ إلينا.” أحيانًا أشعرُ أنَّ رأسي ليس لي، بل وطنٌ للهاجس، كأنَّ كلَّ فكرةٍ فيه تُريدُ أن تَعيشَ، ولو ماتَ صاحبُها. أُحادثُ نفسي بصوتٍ خافتٍ، أرجوها أن تهدأ، لكنَّها تُجيبُني: “أنا أيضًا خائفة، لكن لا مفرّ.” وهكذا أعيشُ، نصفُ حربٍ، نصفُ سلام، أنامُ على رمادِ فكرةٍ، وأصحو على جرحِ أخرى، وأتظاهرُ بالقوّةِ فقط، لأُقنِعَ نفسي أنني لستُ ساحةَ قتال بل إنسانٌ يحاولُ النجاةَ من رأسِه، في كلِّ يومٍ مرّة. #tiktok #f #foryou #trending #foryoupage