@osama.hamdy24: قبل ساعات بسيطة من افتتاح المتحف المصري الكبير ياريت نركز في الصورة المهمة دي واللي أهميتها لا تقل عن أهمية الافتتاح نفسه.. الزحمة اللي في الصورة دي هي جزء بسيط جداً من ناس عمرهم ما كانوا مهتمين صورتهم تطلع في إعلان، ولا يتكتب اسمهم في جريدة، وفي نفس الوقت من غيرهم المتحف المصري الكبير ماكنش هيقوم أصلًا.. على مدار سنين طويلة، آلاف العمال والمهندسين والفنيين كانوا بيصحوا قبل الشمس، وبيكملوا بعد ما الدنيا تضلم، في عز الحر وفي البرد، في الرمل والتراب، في كل زاوية من المتحف اللي العالم كله مستني يشوفه.. ناس شالت، وناس ركّبت، وناس نظّمت، وناس فضلت تسهر على التفاصيل الصغيرة اللي إحنا مش بناخد بالنا منها.. كل واحدة من الطوب اللي في المبنى ده وراه عرق بني آدم، وكل قطعة رخام اتحطت في مكانها فيها تعب وإصرار سنين.. اللي هيقف يوم السبت قدام المتحف هيشوف مبنى ضخم، واجهة فخمة، وزجاج لامع.. بس هيشوف كمان وشوش مصرية أصيلة اشتغلت في صمت، وعيونها كانت بتلمع وهي شايفة الحلم بيكبر قدامها يوم بعد يوم.. المتحف ده مش مجرد مشروع ضخم للدولة.. ده وعد بين جيل وجيل.. اللي بنوا حضارة من آلاف السنين، واللي النهارده بيكمّلوها بإيدينهم، عشان يفضل اسم مصر دايمًا فوق الكل.. تحية لكل عامل وقف هنا يوم، ولكل مهندس حسب زاوية حجر، ولكل فني فضّل يراجع في الحر عشان القطعة تبقى محطوطة صح.. تحية للي تعبوا من غير ما يستنوا تسقيف، لأنهم كانوا مؤمنين إن اللي بيعملوه مش مجرد مبنى.. ده بيت للحضارة كلها.. حبايبنا اللي تعبوا وشقيوا واجتهدوا سنين.. أنتم مش بس بنَيتوا متحف هنفخر بيه للأبد.. أنتم كتبتوا فصل جديد في حكاية مصر.. ألف شكر لكل حبة عرق من كل واحد فيكم.