@f2i_y: كأنني أفتح عينيّ على حياة لا تشبهني، حياة شعرتُ دائمًا أنها وصلت قبلي وظلّت تنتظرني عبثًا، وكأن العالم يمرّ بي دون أن يكلّف نفسه بأن يفهمني فأعود إلى داخلي، إلى تلك المساحة التي لا يراها أحد، حيث يتكوّم الضوء المكسور، وتتكدّس الأسئلة التي لم يجرؤ أحد على طرحها وربما ينسحب الليل من عينيّ بلا سابق إنذار، وتنكشف داخلي فجوات لم ألمسها من قبل، تتسرّب فيها كل الأشياء التي حاولتُ إخفاءها، وتصبح الذكريات عبئًا بلا صدى، كالظل الذي لا يعرف نورًا وربما تعود الأيام لتطرق باب روحي فتجدني غائبًا عن نفسي، مبعثرًا بين ما كان وما لم يكن، ولا شيء يسكّن فراغًا يتردّد صداه في أعماقي، كأنّه يُعيد تشكيل روحي على مهل ويظل الصمت يخيّم بثقله، كظلّ يرفض مغادرة الليل، يبتلع ألوان قلبي ونبضاته، ويترك في داخلي شعورًا لا أملك له اسمًا، كأنني أعيش بين قلبين لا يلتقيان، وبين حضور غائب وشوق بلا عنوان، وحياة تتناثر أمامي بلا معنى