@c.85u: في غرفةٍ مظلمة لا يدخُلها ضوء، جلس أربعةٌ يتشابهون في الظلال ويختلفون في الجروح. تقدّم الحقد أولاً، صوته بارد كحدّ السكين: الحقد: “أنا من يصنع الدوافع. من يذكّرهم بكل خذلانٍ مرّ. لولاي لانطفأت نيرانهم سريعاً.” ضحك الغضب، وكان صوته كشرارةٍ تلامس الوقود: الغضب: “بل أنا من يشعلهم. أنتَ مجرد ذكرى، أما أنا فالعاصفة التي تدفعهم لتكسير القيود. دوني لن يتحركوا خطوة واحدة.” تنهد الحزن بهدوءٍ ثقيل: الحزن: “كلّكم تنسون الحقيقة… أني الجذر. أنا بداية الشرارة. حين ينهار القلب، حين يفقد معناه، تولد أنت يا حقد، ويستعرُ أنت يا غضب. أنا الأرض التي تنبتون فوقها.” تراجع الخوف إلى الخلف، لكن صوته كان واضحاً رغم ارتجافه: الخوف: “وما قيمتكم بدوني؟ أنا من يزرع التردد، من يجعل الإنسان يهرب أو يختبئ. أنا من يشكّل ملامحكم كلها. من دوني يصبح الغضب طائشاً، والحقد أعمى، والحزن بلا عمق.” رفع الغضب حاجبيه ساخطاً: الغضب: “أنتَ ضعف. تختبئ دائماً. البشر يكرهونك لأنك تجمدهم.” ابتسم الخوف بمرارة: الخوف: “ومع ذلك… أنا أول من يشعر بكل شيء. أنا أوّل من يعرف أن الألم قادم.” أغلق الحقد قبضته: الحقد: “أنتم مجرد مراحل. أنا النتيجة. عندما تتكاثر جروح الحزن، ويشتعل غضب القهر، ويتضاعف خوف الخسارة… يتحول كل ذلك إليّ. أنا النهاية التي يخشون الاعتراف بها.” خفض الحزن رأسه: الحزن: “وكل النهايات تبدأ من قلبٍ لم يجد من يفهم نبضه. لو كان هناك حضن واحد صادق… لما وُجد أيٌّ منا.” سكتوا جميعاً لحظة، وكأنهم أدركوا أن وجودهم مرتبط بانهيار البشر دائمًا. ثم قال الخوف بصوت خافت: الخوف: “ربما نحن أربعة… لكننا في النهاية وجهٌ واحد لألمٍ واحد.” قال الغضب: “وما دام البشر يتألمون… سنظل نحن الأربعة جزءاً من قصصهم.” أجاب الحقد بثقةٍ قاتمة: الحقد: “وسأكون دائماً آخر الفصول.” وانطفأ الصوت… لكن الظلال بقيت تنتظر قلباً جديداً ليطرق بابها.