لِماذا يا أبناءَ يافعٍ؟ لِماذا نرى إرثًا جاوزَ مئاتِ السنينِ… يقف اليومَ على حافةِ النسيانِ؟ لِماذا حضارةً تركها أجدادُنا بصمتَهم على كلِّ حجرٍ… تُترك في هذا الزمانِ بلا رعايةٍ ولا ترميمٍ؟ سؤالٌ يُؤلمُ… لكنه الحقيقةُ التي لا بُدَّ أن نواجهَها. فَلْنَسِرْ خطوةً بخطوةٍ إلى قلبِ يافعٍ… إلى ذلك الفنِّ المعماري العريقِ الذي صمدَ مئاتٍ، بل آلافٍ السنينِ، وبنى هويةً ما استطاع الزمنُ أن يكسرها، ولا الظروفُ أن تغيّر ملامحَها. نحن يا أهلَ يافعٍ، ورثنا حضارةً ليست بسيطةً… ورثنا العمارةَ اليافعية؛ حجارةً تقفُ بشموخٍ، تتحدثُ عن رجالٍ عاشوا وضحّوا، وتركوا لنا إرثًا لو وُجد في دولٍ أخرى لكان اليوم على قائمةِ أعظم المواقعِ التراثيةِ في العالمِ. ولكن… وهنا تبدأ الحكاية المؤلمةُ. فوسطَ كلِّ هذا الفخرِ ظهرَ مشهدٌ مؤسفٌ: مشهدُ الإهمال، وتركُ البيوت التاريخية بلا ترميمٍ، وكأننا نترك نبضَ أجدادِنا يختفي شيئًا فشيئًا. لِماذا…؟ لِماذا لا أحدَ يتحدثُ؟ لِماذا هذه الثروةُ التاريخيةُ والثقافيةُ لم تأخذ حقَّها؟ لِماذا تغيّرَ وجهُ يافعٍ خلالَ العشرينَ سنة الماضية، بينما وجهُها الأصيلُ تُرك على الهامشِ؟ نعم… نرى اليوم اهتمامًا كبيرًا بالمباني الحديثة، فللأسف أنساكم العمارةَ اليافعيةَ القديمة. فلماذا؟ لِماذا تُقدَّم الخرسانة على التاريخ؟ ولِماذا يلمعُ الجديدُ… بينما يُترك القديم ليبهتَ وينكسر؟ يافع اليوم امتلأت مشاريعُ وخدماتٌ: زفلتةُ الطرقات، شبكاتُ الكهرباءِ والماءِ، المشاريعُ الاستثماريةُ، المولاتُ، الفنادقُ، المستشفياتُ… وهذا شيءٌ جميلٌ ونشكره… لكن الحقيقة؟ هذه كلها في جانبٍ… والإرثُ الثقافي والفني والحضاري في جانبٍ آخر تمامًا. والمفترض—بل الواجب—أن الاهتمامَ بالتراث يسبق كلَّ شيءٍ. وصحيحٌ أن الاهتمامَ بالتراث يسبق كلَّ شيءٍ… ومن أهمِّ الخطواتِ التي يجب أن نبدأ بها اليوم، هي إنشاءُ مركزٍ ثقافيٍّ شاملٍ… مركزٍ يحتوي على كلِّ ما يخصُّ يافعٍ: تراثَها، فنونَها، ثقافتَها، مفرداتِها القديمة، قاموسَ لغاتها ولهجاتها، وسجلًا لأسماءٍ خلدها التاريخُ، ولرجالٍ وبصماتٍ صنعت هويةَ يافعٍ منذ قرونٍ. مكانٌ يجمع الماضي… ويحفظه من الضياع… ويقدمه للأجيال القادمة كما يجب. لأن من ليس له ماضٍ… ليس له حاضرٌ ولا مستقبلٌ. يافع اليوم تحتاج من أبنائها لِفْتَةً… لمسةَ وفاءٍ… قبل أن يضيع ما تبقى من ملامحِها القديمة. خذوا مثالًا: قلعةُ السلطان العفيفي في القارة—رمزُ حكمٍ وتاريخٍ ومكانةٍ. هذه القلعة كانت يومًا أهمَّ مقرٍّ للحكم اليافعي… واليوم تنتظر يدَ ترميمٍ تعيد لها روحَها. وقبل أن نصل إلى جبلِ ثَمَرٍ، نمرّ بمناطقَ هي تاريخٌ بحدِّ ذاته: لبعوسٍ، يهرٍ، المفلحي، ذي ناخبٍ، السعدي، لبعوس العليا، اليهري، بن يرسٍ… مناطقٌ كان من المفترض أن تكون وجهاتٍ سياحيةً عالميةً، تتبناها أيادٍ تحافظ على هويتها، وتستثمر في جمالها قبل أي شيءٍ آخر. ثم نصل إلى جبلِ ثَمَرٍ… ذلك المعلم الذي لو تمَّ الاهتمامُ فيه كما يجب، لكان اليوم واحدًا من أهمِّ المواقع السياحية في اليمنِ كلها، بنظرةٍ تحافظ على الماضي وتفتح باب المستقبل. يا جماعة… يافع ليست حجارةً فقط… يافع روحٌ… هويةٌ… تاريخٌ. وإذا ما تحركنا اليوم… سيأتي يومٌ نبحث فيه عن آثار الماضي، بينما الماضي كان بين يدينا… وتركناه يذبل. ⸻ الخاتمة وفي النهاية… نحن لا نقدّم محتوىً فقط، ولا نصنع كلامًا يمرّ مرورَ الكرام. نحن نعيد ذاكرةً… نوقظ هويةً… ونوقّع على عهدٍ مع الأرض والإنسان. قناة #العاصمة … هويةٌ وإدراكٌ #بيوت_يافع #تاريخ_يافع #اليمن #تراث @همام اليافعي 👑 @『الـرئيس 🇶🇦』 @🎻أبو عرفات الخواجه🎻 @اكرم اليافعي @سـالـم الـيـزيـدي @﮼حاشد ﮼اليافعي 🩵 @﮼شيماء🌷. @وريث الطيب احتياطي @﮼أبو ﮼الزبير ﮼الحميري 𐩣𐩢𐩣𐩵 @﮼𓅓علي،اليهري𓅓ً احتياط @ابو يافع السعدي 711 @ابو يافع السعدي إحتياطي @ابو يافع السعدى @ابراهيم اليافعي - @aic.969