وبمجرد أن رسا عليها ودخل في أحراشها متجهًا إلى كهفه القديم فوجئ بالدابة تعترض طريقه، ومعها عشرون رجلًا كانت وجوههم الشمس نورًا ونارًا، أجسامهم هاماتها تطاول أعتى الأشجار ارتفاعًا، وفي أياديهم الرهيبة سلاسل من حديد فولاذي رهيب يومض كأنه ذهب ليس من هذه الدنيا، ولها صلصلة كأنها صلصلة التنانين، فارتاع مسيخ العينين وسأل الدابة بفزع: ما هذا؟ ومن هؤلاء؟ وكيف جاؤوا إلى هنا؟ ألم أقل لك أنك شيطانة ولك خدم؟؟؟ فارتاعت الدابة لقوله، وصرخت: يا أغبى الرجال… لقد ضيّعت الفرصتين(التوبة مع سيدنا موسى وعيسى عليهم السلام)، ولم يبق أمامك إلا الوعد الآخر… وقبل أن تتم كلامها، أو يعاود هو السؤال، هجم عليه الرجال العشرون، فأغشي عليه من الرعب. وأفاق مسيخ العينين بعد حين ليجد نفسه داخل كهفه، والدابة أمامه… وأراد أن يحرك يديه وقدميه ليقوم، فإذا به يجد أثقالًا في يديه ورجليه، ويسمع صلصلة رهيبة، ونور الصباح يملأ الكهف ضياءً من فتحاته العليا والجانبية وبابه المفتوح دائمًا… فأبصر نفسه مقيدًا، وسُلسلا بيديه ورجليه بسلاسل طويلة تمكنه من الحركة والقيام والقعود والمشي وقضاء الحاجة في الخلاء في جانب بعيد عن الكهف كان أعده لذلك من قبل، وأعد بجواره بئر ماء، وكان نزيهًا في نظافته والعناية بجسمه. أصابته حالة من الهلع والخوف، وهو الذي لم يعتد ذلك من قبل، فحاول أن يفك القيود عن نفسه، لكن أنى له ذلك ومغاليقها على يديه ورجليه رهيبة… شيء لم يره من قبل ولا حتى سمع به في سجون الفراعنة الرهيبة أو غيرهم من الجبابرة الذين رآهم، وكلها مشدودة في نهايتها إلى جدران الكهف الصخرية كأنها جزء منه، مستحيل أن تزال إلا إذا تحول الكهف إلى بركان مدمر يفتت الصخرية، وحتى لو انفكت السلاسل من الصخور فكيف يفكها من يديه وقدميه؟؟؟ إن الأمر أصبح أعسر من العثور على غراب طائر فوق بحر محيط بلا حدود. وأمام حالة التوتر النفسي والإرهاق العصبي والانهيار الداخلي تلك للرجل، وحديثه الصامت مع نفسه داخليًا، قالت الدابة له: يا دجال الغد وإله الكفر والشر، أنت الآن في عهد خاتم الأنبياء حبيب الله محمد ﷺ… لقد وُلد منذ أيام، وأنت في عرض البحر غافل عما جرت به الأقدار… أنت في بداية آخر زمان الأرض، ووعد الله حان أوانه، ولن تُفك من سلاسلك إلا بموت الحبيب محمد ﷺ وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، وعلامة اقتراب خروجك من الدير هجرته إلى طيبة الطيبة(المدينة المنورة)، بعد قتال العرب له، وإخراج أهله له من مكة، وغلبته عليهم، وعلامة خروجك متجبرًا في الدنيا تقطيع نخل بيسان، وقلّة ماء بحيرة طبريّة اللجب موجها، وغوران عين ماء زغر، وخسف كثير قبل خروج عدوّك الذي سيغضبك غضبة ما بعدها غضبة، تجعلك تخرج للناس في غير ميعادك … وهنا تململ الدجال في أغلاله وقال لها: إني لي أن هذا الكلام حق؟… ألا تكفين عن أسحارك وتُبعِدين شياطينك؟… إنني أريد الخروج لحكم الدنيا، وهذه الدنيا لا ملك لها إلا أنا، وأنت تريدين منعي من حقي، فأنا أكبر الناس عمرًا، والأيام لا تؤثر فيّ، وكل الدنيا حولي تغيرت كثيرًا وأنا لم أتغير ولم أشِب ولم أشَخ… إذًا أنا ابن الإله… وهنا رأت الدابة أن تغلق الحوار معه فقالت له: اصبر أو لا تصبر إن وعد الله حق… فأنت ملعون مطرود منبوذ كإبليس اللعين، الذي حذرتك منه كتابات الرسول جبريل لك على الصخور. ومضت الدابة عنه، وكانت تأتيه بين الحين بالثمار ليأكلها ولا تحادثه، ويحاول أن يفتح حوارًا معها فلا تجيبه إلا بنظرات كلها أسى عليه، حتى كان اليوم الذي رأت فيه الدابة رجلًا يرسو بمركب صغير على شاطئ الجزيرة ومعه رفقة، فأقبلت عليه تحدثه أن رجلًا في دير — تصغير دار أي كهف — ينتظر بشرى له منك. فاقترب منها في فزع، فقالت له: هدّئ من روعك ومن معك، فإني لست شيطانة، أنا مأمورة من الله على هذه الجزيرة لإيواء رجل يكون له شأن في غد الدنيا، ومأمورة من رسول من الله عز وجل بأن أرحب بك وأخاطبك لتكلمه. ولم يكن الرجل سوى الصحابي الجليل (تميم الداري) ومعه بعض الرفقة بعدما هاج وماج بهم البحر واضطروا للذهاب إلى الجزيرة بعد ظهورها لهم حتى يهدأ الجو. والكلام الوارد في المخطوط القديم عن هذه الرواية والذي حازه أحد علماء القدس الشريف، كان الكلام فيه موجهًا لتميم بالذات، إلا أن الرواية الواردة في صحيح مسلم جاء فيها أن الحوار كان مع المجموعة كلها بما فيهم تميم، والله أعلم بما كان. ولن اذكر حديث الصحابى تميم الدارى وشرحة تفصيلا لان اغلبكم على علم به ومن لايعلم به يبحث عنه وسيجدة ان شاء الله ونستكمل ان شاء الله فك حبس الدجال وغرق الجزيرة بالكامل...يتبع الى فديو ٧٥ ان شاء الله #المسيح_الدجال #الدجال #خروج_الدجال #الاعور_الدجال #جزيرة_الدجال - @dajalinfo