@physicvibes2: تجربة "واهو" النووية تحت الماء (1958): قوة التفجير وآثاره البيئية الخطيرة في 16 مايو 1958، نفذت الولايات المتحدة ضمن سلسلة تجارب "هاردتاك الأولى" (Operation Hardtack I) اختبارًا نوويًا تحت الماء أطلق عليه اسم "واهو "(Wahoo)، بقوة تقدر بنحو 9 كيلوطن. . كان الهدف الأساسي دراسة سلوك موجات الصدمة الناتجة عن انفجار نووي في أعماق المحيط، ومدى تأثيرها المدمر على الهياكل البحرية مثل السفن الحربية والغواصات. . أظهرت التجربة أن موجة الصدمة تحت الماء أقوى وأبعد مدى بكثير مما كان متوقعًا في الهواء، إذ تنتشر الطاقة بسرعة فائقة عبر الماء وتحمل ضغطًا هائلًا قادرًا على تدمير السفن على بعد كيلومترات. . قدمت البيانات الناتجة معلومات بالغة الأهمية ساعدت في تصميم الغواصات والدفاعات البحرية الأكثر مقاومة للهجمات النووية. . لكن الجانب المظلم للتجربة كان التلوث الإشعاعي الشديد: فقد تسبب الانفجار في رفع عمود ماء ملوث بشدة ارتفاعه مئات الأمتار، ثم تساقط هذا الماء المشع على مساحة واسعة من المحيط، مما أدى إلى تلويث دائم للمنطقة المحيطة ومقتل أعداد هائلة من الكائنات البحرية، وتراكم المواد المشعة في السلسلة الغذائية البحرية لسنوات طويلة. تبقى تجربة "واهو " شاهدًا صارخًا على الثمن الباهظ الذي تدفعه البيئة البحرية مقابل كل اختبار نووي تحت الماء، وتذكيرًا دائمًا بأن القوة التدميرية للأسلحة النووية لا تقتصر على الأهداف العسكرية، بل تمتد لتهدد الحياة البحرية والتوازن الطبيعي لكوكبنا بأكمله.