@j7m.0: وُلد حسين غزال في مدينة الناصرية جنوب العراق عام 1984، وسط بيئة شعبية دافئة وتاريخ طويل من الشعر والغناء، حيث نشأ في حضن عشيرة بني مالك. والده، الشاعر المعروف علي المالكي، لم يكن مجرد أب، بل كان حجر الأساس في بناء شخصية حسين. منذ صغره، كانت كلمات والده تصقل وجدانه، وتفتح أمامه أبواب المعنى والإحساس. كبر حسين في بيت يملؤه الشعر، لكن صوته هو ما كان يميّزه. حين يتحدث، كان الآخرون يصغون، وحين يغني، يصمت من حوله. لم تكن بغداد في البداية حلمًا بعيدًا، بل كانت مرحلة لا بد منها. انتقل إليها شابًا، حالمًا، يحمل صوته فقط، وصورة أبيه في ذاكرته. هناك التقى بالملحن صباح زيارة، الذي آمن بموهبته. في جلسة واحدة، ولدت أغنيته الأولى “سلام وديتلك”، وبدأت القصة تأخذ شكلًا جديدًا. كان الفن بالنسبة له رسالة، لكنه لم يقف عند الحب والحنين. حين احترق العراق بالحروب، خرج حسين بأغنيته “عراقي أصلي”، التي غناها دعمًا للقوات المسلحة، فصوته لم يكن فقط عذبًا، بل كان سلاحًا. في كل كلمة، كان يُشعل الأمل، وفي كل لحن، يعيد تشكيل الحنين. توالت الأغاني بعد ذلك، أكثر من ستين عملًا حملت اسمه، وصوته أصبح مألوفًا في كل بيت عراقي. “راح”، “ما أخذت عبرة”، “حنيت”، و”روحي لك” لم تكن مجرد أغانٍ، بل كانت لحظات مسجلة من حياة شعب بأكمله. كما دخل إلى بيوت الناس من خلال شاشات التلفزيون، حين أدى تترات مسلسلات مثل “كمامات وطن” و”كومه دي”، ليرتبط اسمه بالمواسم الرمضانية والدراما العراقية. ورغم أضواء الشهرة، بقي حسين غزال رجلًا بسيطًا، يحمل على كتفيه حكاية أبٍ راحل وابنٍ اسمه علي. حياته الشخصية لا تختلف كثيرًا عن حياة جمهوره، هو واحد منهم، يشبههم، يتألم لما يتألمون، ويفرح معهم. وفي كل مرة يصعد فيها إلى المسرح أو يطلق أغنية جديدة، يعود إلى تلك البداية، إلى لحظةٍ في بيتٍ صغير في الناصرية، حين قال له والده لأول مرة: “غني… صوتك يحمل شيئا منّي”#حسين_الغزال #iraq #اغاني_قديمه