@alidrissi73: عبد الله وهو عطشان، جائع مريض وحيد رفض استلام الراية البيضاء ليرفعها. عُرض عليه الاستسلام مقابل حياته. كان يمكنه القبول ليضمن حياته ولو بنسبة 25% ولو في سجن العدو على أمل الخروج في صفقة ما يوما ما. لكنه رفض أن يعطي عدو الأمة الأبدي نصرا زائفا يرمم به كرامته المهدرة. ولم يفصح والده عن مكانه، ولم يطلب التفاوض لأجله، ولم يتنازل قيد شعرة لتحرير ولده تحديدا، لا قسوة ولا جفاء، بل إخلاصا خالصا للدين، ووفاء للأمة، وصدقا مع الوطن، وثباتا مع رفاق الدرب. غازي حمد الذي يلتقي كل يوم ساسة من أمريكا وأوروبا ومن العرب، كان قادرا أن يفعل، لكنه اختار طريق الأنبياء لا طريق العواطف، وطريق القضية لا طريق الأبوة المجردة. ارتقى عبد الله في ميدان العزة والشرف مقبلا غير مدبر، مشتبكا رافعا رأسه لعنان السماء، رافضا أن يمنح الكيان أي فرصة إذلال يقال بها إن رجالنا رفعوا الراية البيضاء. لم يلقَ ربه في فندق في الدوحة أو تركيا، بل لقيه واقفا في موضع الرجال حيث تكتب الكرامة بالروح . هؤلاء هم من يقلل منهم إعلام الأمة ليل نهار. هؤلاء هم من يتهمون بالعيش في الفنادق والانشغال بالبيزنيس الخاص على حساب الوطن. هؤلاء هم من يطعن فيهم رعاع الأمة بأنهم يبيعون أرضهم. أبلغوهم أن روايتهم قد سقطت مع سقوط رواية العدو، وأن كل طفل وكل كبير بات يعلم حقيقتهم، ويعرف من كان في الميدان ومن كان في الصالونات، ومن كتب التاريخ بروحه ومن زوره بالحبر. #فلسطين🇵🇸 #الصندوق_الاسود #رفح